٦ - وأخرج أحمد في مسنده (١/ ٣٨) في قصة سيدنا عمر مع كعب الأحبار حديثًا وفيه: لما دخل بيت المقدس قال: أصلي حيث صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس. وأخرج عبد الرزاق في مصنفه (١ / ح ٦٦١٠) من طريق نافع عن أسلم مولى عمر قال: لما قدم عمر الشام صنع له رجل من عظماء النصارى طعامًا ودعاه فقال عمر: إنا لا ندخل كنائسكم من الصور التي فيها، يعني: التماثيل. قلنا: ومعروف عند علماء التأريخ أن أمير المؤمنين عمرًا رضي الله عنه سافر إلى الشام أكثر من مرة، وسنعود إلى الحديث عن أسفاره هذه في أحداث السنة (١٧ هـ) إن شاء الله تعالى عندما يتحدث عنها الطبري في الجزء الرابع من تأريخه. ونرجع إلى حديثنا عن فتح بيت المقدس: وفي تأريخ يعقوب بن سفيان: ثم فتح الجابية وإيلياء سنة ست عشرة (المعرفة والتأريخ ٣/ ٣٠٥). ٧ - وأخرج ابن عساكر بسنده المتصل إلى الليث بن سعد رحمه الله أنه قال فيما قال: ... ثم كانت إيلياء وتسرع لسنة سبع عشرة (تأريخ دمشق، المجلد الثالث والخمسون / ٣٣٤) تحقيق سكينة الشهابي. أما بالنسبة للأئمة المتأخرين فقد ذكر الذهبي فتح بيت المقدس ضمن أحداث سنة ست عشرة (تأريخ الإسلام / عهد الخلفاء الراشدين / ١٦٢). وأما تلميذه ابن كثير فقد قال: قال محمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصن بن علاق قال يزيد بن عبيدة: فتحت بيت المقدس سنة ستة عشرة، وفيها قدم عمر بن الخطاب الجابية. وقال أبو زرعة الدمشقي: عن دحيم عن الوليد بن مسلم قال: ثم عاد في سنة سبع عشرة فرجع من سرغ ثم قدم سنة ثماني عشرة (البداية والنهاية ٧/ ٥٨). قلنا: وإسناد الأول إلى يزيد بن عبيدة مرسل صحيح. قلنا: ورواية ابن كثير هذه عند ابن عساكر في تأريخه ورقم هذه الرواية عن يزيد بن عبيدة في مختصر تأريخ دمشق لابن منظور. (١/ ٢٢٤).