للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسُهيل بن عمرو في أهل الفتح أقلّ ما أخذ مَن قبلهم، فامتنعوا من أخذه وقالوا: لا نعترف أن يكون أحد أكرم مِنّا، فقال: إنّي إنّما أعطيتكم على السابقة في الإسلام لا على الأحساب؛ قالوا: فنعم إذًا، وأخذوا، وخرج الحارث وسُهَيل بأهليهما نحو الشأم، فلم يزالا مجاهدين حتى أصِيبا في بعض تلك الدّروب؛ وقيل: ماتا في طاعون عَمْواس (١). (٣: ٦١٣).

١٦٣ / أ - ولما أراد عمر وضعَ الديوان؛ قال له عليّ، وعبد الرحمن بن عوف: ابدأ بنفسك، قال: لا، بل أبدأ بعمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم الأقرب فالأقرب؛ ففرض للعبّاس وبدأ به، ثم فرض لأهل بدر خمسة آلاف خمسة آلاف، ثم فرض لمَن بعد بدر إلى الحُديبية أربعة آلاف أربعة آلاف، ثم فرض لمن بعد الحُديبِية إلى أن أقلع أبو بكر عن أهل الردة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف؛ في ذلك مَن شهد الفتح، وقاتل عن أبي بكر، ومَن ولي الأيام قبل القادسيّة، كلُّ هؤلاء ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف، ثم فرض لأهل القادسية وأهل الشأم ألفين ألفين؛ وفرض لأهل البَلاء البارع منهم ألفين وخمسمئة، ألفين وخمسمئة، فقيل له: لو ألحقت أهلَ القادسيّة بأهل الأيّام! فقال: لم أكَن لألحقهم بدرجة مَن لم يدركوا، وقيل له: قد سوّيت من بَعُدتْ داره بمَن قربت داره وقاتلهم عن فناف، فقال: مَن قربت داره أحقّ بالزيادة، لأنهم كانوا ردءًا للُّحوق وشجىً للعدوّ، فهلّا قال المهاجرون مثل قولكم حين سوّينا بين السابقين منهم والأنصار! فقد كانت نُصرة الأنصار بفنائهم؛ وهاجر إليهم المهاجرون من بعد؛ وفرض لمن بعد القادسيّة واليرموك ألفًا ألفًا، ثم فرض للروادف: المثنّى خمسمئة خمسمئة، ثم للروادف الثّلِيث بعدهم ثلاثمئة ثلاثمئة، سوَّى كلَّ طبقة في العطاء، قويَّهم وضعيفهم، عربَهم وعَجمهم، وفرض للرّوادف الرّبيع على مئتين وخمسين، وفرض لمن بعدهم وهم أهل هَجَر والعباد على مئتين، وألحق بأهل بدر أربعة من غير أهلها: الحسن، والحسين، وأبا ذَرٍّ، وسلمان. وكان فرض للعبّاس خمسة وعشرين


(١) ذكر الطبري: أن عمل الفاروق هذا كان في سنة (١٥ هـ) ولا نستطيع أن نجزم بذلك اعتمادًا على الروايات التأريخية المعروفة، ولكن المتفق عليه بين أئمة التأريخ: أن عمرًا رضي الله عنه هو الذي بدأ بعمل الدواوين وكان ذلك بعد الفتوح، أما السنة فمختلف فيها كما سنبين إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>