للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفًا - وقيل: اثني عشر ألفًا - وأعطى نساء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف عشرة آلاف؛ إلَّا من جرى عليها الملك، فقال نسوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفضّلنا عليهنّ في القِسمة؛ فسوِّ بيننا، ففعل وفضَّل عائشة بألفين لمحبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيّاها فلم تأخذ؛ وجعل نساء أهل بدر في خمسمئة خمسمئة، ونساءَ مَن بعدهم إلى الحديبيَة على أربعمئة أربعمئة؛ ونساء من بعد ذلك إلى الأيّام ثلاثمئة ثلاثمئة، ونساء أهل القادسيّة مئتين مئتين، ثم سوّى بين النساء بعد ذلك؛ وجعل الصبيان سواء على مئة مئة، ثم جمع ستين مسكينًا، وأطعمهم الخبز، فأحصوْا ما أكلوا، فوجدوه يخرج من جَريبتين، ففرض لكلّ إنسان منهم ولعياله جريبتين في الشهر.

وقال عمر قبل موته: لقد هممتُ أن أجعلَ العطاء أربعة آلاف أربعة آلاف، ألفًا يجعلها الرجل في أهله، وألفًا يزوّدها معه، وألفًا يتجهّز بها، وألفًا يترفّق بها، فمات قبل أن يفعل (١). (٣: ٦١٤/ ٦١٥).


(١) ذكر الطبري مقالته هذه بلا إسناد، وسنحاول ذكر ما ورد في هذه المسألة وبالله التوفيق.
١ - أخرج الحافظ الحجة أبو عبيد القاسم بن سلّام في كتاب الأموال (٢١١ / ح ٥٤٨): حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه: أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية فقال ... الخبر، وفيه: ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله تبارك وتعالى جعلني له خازنًا وقاسمًا، إني بادٍ بأزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمعطيهن ثم المهاجرين الأولين ثم أنا باد بأصحابي، أُخرجنا من مكة من ديارنا وأموالنا، ثم الأنصار تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم ... ثم قال: فمن أسرع إلى الهجرة أسرع به العطاء ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ عنه العطاء فلا يلومن رجل إلَّا مناخ راحلته - وإسناده مرسل صحيح، ولكن روي موصولًا فقد أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٤٧٥ / ٤٧٦) بسند حسن عن ناشرة بن سمي النيرني قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول في يوم الجابية وهو يخطب الناس: إن الله عزَّ وجلَّ جعلني خازنًا لهذا المال وقاسمه له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئ بأهل النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أشرفهم. ففرض لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف إلَّا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر ثم قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين فإنا خرجنا من ديارنا ظلمًا وعدوانًا، ثم أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف ولمن كان شهد بدرًا من الأنصار أربعة آلاف ولمن شهد أحدًا ثلاثة آلاف ... إلخ الرواية.
والحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب المناقب، باب فضائل خالد بن الوليد. (٨٢٨٣) (٥/ ٧٧).
٢ - وأخرج أبو عبيد (٢١١ / ح ٥٤٩): حدثنا أبو النضر وعبد الله بن صالح عن الليث بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>