للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمَّد: فجئتُ ابن الزبير فكلَّمته بنحو ما كلَّمتُ به ابن الحنفيَّة، فقال: أنا رجل قد اجتمع عليّ الناسُ وبايَعوني، وهؤلاء أهلُ خلاف، فقلت: أرَى خيرًا لك الكَفَّ؛ قال: أفعَل، ثمّ جئتُ نَجدةَ الحَروريّ فأجدُه في أصحابه، وأجدُ عكرمةَ غلامَ ابنَ عبَّاس عندَه، فقلت له: استأذِن لي على صاحبك؛ قال: فدخل، فلم يَنشَب أن أذِن لي، فدخلتُ فعظّمتُ عليه، وكلّمته كما كلَّمت الرّجلين، فقال: أمَّا أن ابتدئ أحدًا بقتال، فلا، ولكنْ من بدأ بقتال قاتلتُه؛ قلتُ: فإني رأيتُ الرّجلين لا يُريدان قتالَك، ثمّ جئتُ شيعةَ بني أميَّة فكلَّمتهم بنحو ما كلَّمت به القوم، فقالوا: نحن على ألا نُقاتلَ أحدًا إلا أن يقاتلَنا، فلم أرَ في تلك الألوية قومًا أسكَنَ ولا أسلَمَ دفعة من ابن الحنفيَّة (١). (٦/ ١٣٨ - ١٣٩).

[ثم دخلت سنة تسع وستين ذكر خبر قتل عبد الملك سعيد بن عمرو]

رجع الحديث إلى حديثِ هشام عن عوانة، قال: ولمَّا غلب عمرو على دِمَشق طلب عبدَ الرحمن بن أمّ الحَكم فلم يُصِبه، فأمر بداره فهُدِمت واجتمع الناسُ، وصعِدَ المنبرَ فحَمِد الله وأثنَى عليه، ثم قال:

أيها الناس، إنَّه لم يقُم أحد من قريش قبلي على هذا المِنبرَ إلا زعم أنّ له جنةً ونارًا، يُدخِل الجنَّة من أطاعه، والنارَ من عصاه، وإني أخبِركم أنّ الجنة والنارَ بيَدِ الله، وأنَّه ليس إليّ من ذلك شيءٌ. غيرَ أن لكم عليّ حُسنَ المؤاساة والعطيَّة. ونزل.

وأصبحَ عبد الملك، ففقد عمرو بن سعيد، فسأل عنه، فأخبِر خبَره، فرجع عبدُ الملك إلى دِمشَق، فإذا عمرو قد جلل دِمشَق المُسوحَ فقاتَلَه بها أيَّامًا، وكان عمرو بنُ سعيد إذا أخرجَ حميد بن حُرَيث الكلبيّ على الخَيْل أخرَج إليه عبدَّ الملك سُفْيانَ بن الأبردِ الكَلْبيّ، وإذا أخرج عمرو بن سعيد زهيرَ بن الأبرد الكلبيّ أخرجَ إليه عبد الملك حسَّانَ بن مالك بن بَحْدل الكلبيّ (٢). (٦/ ١٤١).


(١) في إسنادها محمد بن عمر الواقدي الكذاب.
(٢) في إسنادها هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>