للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهلَّا بِجُعْفى طَلبْتَ دُخُولَها ... ورهْطك دُنْيا في السّنين الفَوارِط!

تَركناهُمُ يومَ الثَّريِّ أذلَّةً ... يلوذُون من أَسيافِنا بالعَرَافِطِ

وخالَطكم يوم النُّخَيْل بجَمْعِه ... عُمَير فما استَبَشرتُم بالمُخالِطِ

ويوم شراحيل جَدعْنا أنوفَكُمْ ... وليس علينا يومَ ذاكَ بقاسط

ضَرَبنا بحدِّ السَّيْف مفرِق رأْسِه ... وكان حديثًا عهْدهُ بالمَواشِط

فإن رغمتْ من ذاك آنُفُ مَذحجٍ ... فرغمًا وسخْطًا للأُنوف السَّواخِطِ

(٦/ ١٣٥ - ١٣٨)

قال أبو جعفر: وفي هذه السَّنة وافَت عَرَفات أربعةُ ألويَة، قال محمَّد بن عُمر: حدّثني شُرَحبيل بن أبي عَوْن، عن أبيه، قال: وقفتْ في سنة ثمان وستين بعَرَفات أربعةُ ألوية: ابنُ الحنفيَّة في أصحابه في لواء قام عند جبل المُشاة، وابنُ الزّبير في لواء، فقام مَقامَ الإمام اليومَ، ثمّ تقدّم ابنُ الحنفيَّة بأصحابه، حتَّى وقفوا حذاء ابن الزبير، ونجدةُ الحَروريّ خَلفَهما، ولواءُ بني أميَّة عن يسارهما، فكان أوّل لواء انفضّ لواءُ محمَّد بن الحنفيَّة، ثم تَبعه نَجدة، ثمّ لواء بني أميَّة، ثمّ لواءُ ابن الزّبير، واتَبعه الناس.

قال محمد: حدّثني ابن نافع، عن أبيه، قال: كان ابنُ عمرَ لم يدفع تلك العشيَّة إلا بَدْفعة ابنِ الزّبير، فلمَّا أبطأ ابنُ الزّبير وقد مضى ابنُ الحنفيَّة ونجدةُ وبنو أميَّة - قال ابن عمر: ينتظر ابنُ الزبير أمر الجاهلية - ثمّ دفع، فدَفع ابنُ الزّبير على أثره (١). (٦/ ١٣٨).

قال محمَّد: حدّثني هشامُ بنُ عُمارة، عن سعيد بن محمَّد بن جُبَير، عن أبيه، قال: خفتُ الفتنَة، فمشيت إليهم جميعًا، فجئت محمَّدَ بن عليّ في الشِّعْب، فقلتُ: يا أبا القاسم، اتَّق الله فإنا في مَشعَر حَرام، وبلد حرام، والناس وفدُ الله إلى هذا البيت، فلا تُفسد عليهم حَجَّهم؛ فقال: واللهِ ما أريد ذلك، وما أحول بين أحد وبين هذا البيت، ولا يُؤتَى أحدٌ من الحاجّ من قبَلي، ولكني رجلٌ أدفَع عن نفسي من ابن الزبير؛ وما يروم منّي، وما أطلب هذا الأمر إلا ألّا يختلف عليّ فيه اثنان! ولكن ائتِ ابنَ الزبير فكلّمه، وعليك بنَجْدة، قال


(١) في إسنادها محمد بن عمر الواقدي الكذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>