١١ - حدَّثنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدّثني عمّي يعقوب، قال: حدثنا سيف، عن مبشّر، عن جابر، قال: قال سعد بن عبادة يومئذ لأبي بكر: إنكم يا معشرَ المهاجرين حسدتموني على الإمارة؛ وإنك وقومي أجبرتموني على البَيعة، فقالوا: إنا لو أجْبَرناك على الفُرقة فصرت إلى الجماعة كنت في سَعة؛ ولكنا أجبرناك على الجماعة، فلا إقالة فيها؛ لئن نزعت يدًا من طاعة، أو فرّقت جماعة، لنَضرِبنّ الذي فيه عيناك (١). (٣: ٢٢٣).
[ذكر أمر أبي بكر في أول خلافته]
١٢ - حدَّثنا عبيدُ الله بن سعد، قال: أخبرنا عمي، قال: حدَّثنا سيف - وحدّثني السريّ بن يحيى، قال: حدَّثنا شُعيب بن إبراهيم عن سيف بن عمر - عن أبي ضمْرة، عن أبيه، عن عاصم بن عبدّي، قال: نادى منادي أبي بكر من بعد الغد مِنْ متوفَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليُتَمّ بعث أسامة؛ ألا لا يبقينّ بالمدينة أحدٌ من جُنْد أسامة إلّا خرج إلى عسكره بالجُرف. وقام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس! إنما أنا مثلُكم؛ وإني لا أدري لعلكم ستكلفونني ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيق؛ إن الله اصطفى محمدًا على العالمين وعصمه من الآفات، وإنما أنا متبعٌ ولست بمبتدع؛ فإن استقمت فتابحوني، وإن زغت فقوموني، وإنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قبض وليس أحدٌ من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ضربة سوط فما دونها؛ ألا وإنّ لي شيطانًا يعتريني؛ فإذا أتاني فاجتنبوني؛ لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم؛ وأنتم تغدون وتَرُوحون في أجلٍ قد غيِّب عنكم علمه، فإن استطعتم ألّا يمضيَ هذا الأجل إلّا وأنتم في عمل صالح فافعلوا؛ ولن تستطيعوا ذلك إلّا بالله، فسابقوا في مَهل آجالكم من قبل أن تُسلمَكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال؛ فإن قومًا نسُوا آجالهم، وجعلُوا أعمالهم لغيرهم؛ فإيّاكم أن تكونوا أمثالهم. الجدّ الجدّ! والوحا الوحا! والنّجاء النّجاء! فإن وراءكم طالبًا حثيثًا، أجلًا مَرُّه سريعٌ. احذروا الموت، واعتبروا بالآباء والأبناء والإخوان، ولا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبطون به الأموات.
وقام أيضًا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنّ الله عزّ وجلّ لا يقبل من الأعمال