للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوّة ما، أقوى على النهوض؛ لسمعتَ منّي في أقطارها وسككها زَئيرًا يُحْجرك وأصحابك؛ أما والله إذا لألحقنك بقوم كنتَ فيهم تابعًا غير متبوع! احملوني مِنْ هذا المكان، فحملوه فأدخلوه في داره، وترك أيامًا ثم بعث إليه أن أقْبِل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومُك؛ فقال: أما والله حتى أرميَكم بما في كنانتي من نَبْلي، وأخْضب سنان رمْحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومَنْ أطاعني من قومي؛ فلا أفعل، وأيمُ الله لو أنّ الجنّ اجتمعتْ لكم مع الإنس ما بايعتُكم، حتى أعرَض على ربّي، وأعلَم ما حسابي.

فلما أتى أبو بكر بذلك قال له عمر: لا تَدَعْه حتى يبايع. فقال له بشير بن سعد: إنه قد لجّ وأبي، وليس بمبايعكم حتى يُقتل، وليس بمقتول حتى يُقتل معه ولدُه وأهل بيته وطائفة من عشيرته؛ فاتركوه فليس تركُه بضارّكم، إنما هو رجلٌ واحد. فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد واستنصحوه لما بدَا لهم منه، فكان سعْد لا يصلِّي بصلاتهم، ولا يجمِّع معهم، ويحجّ، ولا يُفيض معهم بإفاضتهم؛ فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر رحمه الله (١). (٣: ٢١٨ - ٢١٩ - ٢٢٠ - ٢٢١ - ٢٢٢).

١٠ - حدَّثنا عُبيد الله بن سعد، قال: حدّثنا عمّي، قال: أخبرنا سَيف بن عمر عن سهل وأبي عثمان، عن الضحّاك بن خليفة، قال: لما قام الحُبابُ بن المنذر انتضَى سيفه؛ وقال: أنا جُذَيلُها المحكّك وعُذَيقها المرجّب؛ أنا أبو شبل في عرّيسة الأسد، يعزَى إلى الأسْد. فحامله عمر فضرب يده، فندَر السيفُ، فأخذه ثم وثب على سعد ووثبوا على سعد؛ وتتابع القوم على البيعة؛ وبايع سعد؛ وكانت فلتةً كفَلَتات الجاهليّة؛ قام أبو بكر دونها. وقال قائل حين أوطئ سعد: قتلتم سعدًا، فقال عمر: قتله الله! إنه منافق، واعترض عمرَ بالسيف صخرةٌ فقطعه (٢). (٣: ٢٢٣).


(١) هذه رواية تالفة مكذوبة في أول إسناده ابن الكلبي وهو كشيخه الهالك التالف أبي مخنف وهذه الرواية انفرد بها أبو مخنف وفي آخر الإسناد انتهطاع كذلك، فالسند لا يصح من أوله إلى آخره وأما متن الرواية فمنكر مخالف لما ورد في الروايات الصحيحة عند البخاري وغيره وفيه من سوء الأدب بحق صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فيه.
(٢) إسناده ضعيف فهو من طريق سيف بن عمر وفي متنه نكارة شديدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>