للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، قال له إسحاق: اشدد رباطي حتى لا أضطرب واكفف عن ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شيء فتراه سارة فتحزن، وأسرعْ مَرّ السكين علي حَلقي ليكون أهون للموت عليّ، وإذا أتيتَ سارة فاقرأ عليها السلام. فأقبل عليه إبراهيم - عليه السلام - يقبّله وقد ربطه وهو يبكي، وإسحاق يبكي، حتى استنقع الدموع تحت خدّ إسحاق، ثم إنه جرّ السكين علي حلقه فلم يُحِك السكين، وضرب الله عزَّ وجلَّ صفيحة من نحاس علي حلْق إسحاق، فلما رأي ذلك ضرب به علي جبينه، وحزّ في قَفاه قوله عزَّ وجلَّ: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} يقول: سلما لله الأمر، فنودي يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا بالحق. التفت، فإذا بكبش، فأخذه وخلّي عن ابنه، فأكبّ علي ابنه يقبّله وهو يقول: يا بنيّ اليوم وُهبتَ لي، فذلك قوله عزَّ وجلَّ: {وَفَدَينَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} رجع إلي سارة فأخبرها الخبر، فجزعت سارة وقالت: يا إبراهيم، أردت أن تذبح ابني ولا تعلمني! (١) (١: ٢٧٢/ ٢٧٣).

٤٢٢ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق، قال: كان إبراهيم فيما يقال: إذا زارها -يعني هاجر- حُمِل علي البراق يغدُو من الشأم، فيقيل بمكة، ويروح من مكة، فيبيت عند أهله بالشأم، حتى إذا بلغ معه السعيَ، وأخذ بنفسه ورجاه لما كان يأمل فيه من عبادة ربه وتعظيم حرماته أُري في المنام أنَّه يذبحه (٢). (١: ٢٧٣/ ٢٧٤).

٤٢٣ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم أن إبراهيم حين أمر بذبح ابنه قال له: يا بنيّ خذ الحبل والمُدْية، ثم انطلق بنا إلي هذا الشِّعب ليحطب أهلك منه، قبل أن يذكر له شيئًا مما أمر به. فلما وجه إلي الشِّعب اعترضه عدوّ الله إبليس ليصدّه عن أمر الله في صورة رجل، فقال: أين تريد أيها الشيخ؟ قال: أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه، فقال: والله إني لأري الشيطان قد جاءك في منامك، فأمرك بذبح بنيّك هذا، فأنت تريد ذبحه، فعرفه إبراهيم؛ فقال: إليك عنّي، أي عدوّ الله، فوالله لأمضينّ لأمر ربي فيه، فلما


(١) هذا إسناد ضعيف ولم يعتبره الطبري نفسه صحيحًا إذ قال في بداية تفسيره (ولا أظنه صحيحًا).
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>