للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم، وضُرِبتْ عنقه، وصلِب مَنْ هنالك من القرامطة (١).

ولليلتين خَلتَا من شهر ربيع الأوّل، أخرج مَنْ كانت له دار وحانوت بباب الشماسيّة عن داره وحانوته، وقيل لهم: خذوا أقفاصكم واخرجوا؛ وذلك أنّ المعتضد كان قد قدّر أن يبني لنفسه دارًا يسكنها، فخطّ موضع السور، وحفر بعضه، وابتدأ في بناء دِكّة على دِجْلة، كان المعتضد أمر ببنائها لينتقل فيقيم فيها إلى أن يفرُغ من بناء الدار والقصر (٢).

وفي ربيع الآخر منها في ليلة الأمير تُوفِّي المعتضد، فلما كان في صبيحتها أحضر دار السلطان يوسف بن يعقوب وأبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز وأبو عمر محمَّد بن يوسف بن يعقوب، وحضر الصلاة عليه الوزير القاسم بن عبيد الله بن سليمان، وأبو خازم وأبو عمرَ والحرَم والخاصّة، وكان أوصى أن يُدفن في دار محمَّد بن عبد الله بن طاهر، فحفر له فيها، فحمِل من قصره المعروف بالحسنيّ ليلًا، فدفن في قبره هناك (٣).

ولسبع بقين من شهر ربيع الآخر من هذه السنة - وهي سنة تسع وثمانين ومئتين - جلس القاسم بن عبيد الله بن سليمان في دار السلطان في الحسنيّ، وأذن للناس، فعزَّوْه بالمعتضد، وهنؤوه بما جدّد له من أمر المكتفي، وتقدّم إلى الكتاب والقوّاد في تجديد البيعة للمكتفي بالله، فقبلوا.

* * *


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٤٢١).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٤٢١).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٤٢٢) وتطرق ابن الجوزي مرة أخرى لوفاته حين ذكره ضمن وفيات الأكابر سنة (٢٨٩ هـ) وقال: وتوفي في يوم الإثنين لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة وغسله أحمد بن شيبة عند زوال الشمس [المنتظم / ١٣/ ٧] ولترجمته ووفاته انظر تاريخ بغداد (٤/ ٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>