وأما الحافظ ابن عساكر رحمه الله فإنه نقل عن يزيد بن أبي عبيدة والوليد وابن لهيعة والليث وأبي معشر أنها كانت في سنة خمس عشرة بعد فتح دمشق. وقال محمد بن إسحاق: كانت في رجب سنة خمس عشرة. وقال خليفة بن خياط: قال ابن الكلبي: كانت وقعة اليرموك يوم الإثنين لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة. قال ابن عساكر: وهذا هو المحفوظ، وأما ما قاله سيف من أنها قبل فتح دمشق سنة ثلاث عشرة فلم يتابع عليه (البداية والنهاية ٧/ ٤). هذا بالنسبة لرأي ابن عساكر كمؤرخ إسلامي معتمد، عصره وسط بين المتقدمين كالطبري والمتأخرين كالذهبي وابن كثير وغيرهما. أما ابن الجوزي فقد ذكر خبر اليرموك ضمن أحداث سنة ١٣ من الهجرة. قلت: وكانت وقعة اليرموك في سنة خمس عشرة في رجب منها عند الليث بن سعد وابن لهيعة وأبي معشر والوليد بن مسلم ويزيد بن عبيدة وخليفة بن خياط وابن الكلبي ومحمد بن عائذ وابن عساكر وشيخنا أبي عبد الله الذهبي الحافظ. أما سيف بن عمرو وأبو جعفر الطبري فذكرا واقعة اليرموك في سنة (١٣) هـ وقد قدمنا ذكرها هنالك تبعا لابن جرير (البداية والنهاية ٧). وأما الذهبي فإنه يرجح في (تأريخ الإسلام) كون هذه المعركة قد حدثت في سنة (١٥ هـ) إذ يقول: كانت وقعة مشهورة نزلت الروم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة وقيل: سنة ثلاث عشرة وأراه وهمًا (عهد الخلفاء الراشدين / ١٣٩). قلنا: هذه أقوال الأئمة من المتقدمين إلى المتأخرين ممن علمنا آراءهم أما من المعاصرين فكنا نودّ أن نحصل على كتاب الأستاذ الكبير العمري عن عهد الخلفاء الراشدين فهو من المتثبتين في ذكر الروايات التأريخية، ونرجو أن نحصل عليه لاحقًا إن شاء الله. أما الدكتور الفاضل باشميل والمعروف بكتاباته التأريخية عن فتوح العراق والشام وغير ذلك فقد ذهب في كتابه القيّم إلى صحة الرأي الذي يحدد سنة (١٣) هـ تأريخًا لمعركة اليرموك، =