وقيل: إنّ الذي أعلم رياحًا بمحمد سليمان بن عبد الله بن أبي سَبرة من بني عامر بن لؤيّ.
وذكر عن الفضل بن دُكين، قال: بلغني أن عبيد الله بن عمرو بن أبي ذُؤيب وعبد الحميد بن جعفر دخلوا على محمد قبل خروجه، فقالوا له: ما ننتظر بالخروج! والله ما نجد في هذه الأمة أحدًا أشأم عليها منك. ما يمنعك أن تخرج وحدك!
قال: وحدثني عيسى، قال: حدّثني أبي، قال: بعث إلينا رياح فأتيته أنا وجعفر بن محمد بن عليّ بن حسين، وحسين بن عليّ بن حسين بن على، وعليّ بن عمر بن عليّ بن حسين بن عليّ، وحسن بن عليّ بن حسين بن عليّ بن حسين بن علي ورجال من قريش؛ منهم إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة، ومعه ابنه خالد، فإنّا لعنده في دار مَرْوان إذ سمعْنا التكبير قد حال دون كلّ شيء، فظنناه من عند الحرَس، وظنّ الحرَس أنه من الدار، قال: فوثب ابن مسلم بن عقبة - وكان مع رياح - فاتَّكأ على سيفه، فقال: أطعني في هؤلاء فاضرب أعنَاقهم؛ فقال عليّ بن عمر: فكدنا والله تلك الليلة أن نطيح حتى قام حسين بن عليّ، فقال: والله ما ذاك لك؛ إنّا على السمع والطاعة، قال: وقام رياح ومحمد بن عبد العزيز، فدخلا جنبذًا في دار يزيد؛ فاختفيا فيه، وقمنا قخرجنا من دار عبد العزيز بن مروان حتى تسوّرنا على كِبًا كانت في زقاق عاصم بن عمرو، فقال إسماعيل بن أيوب لابنه خالد: يا بنيّ، والله ما تجيبني نفسي إلى الوثوب، فارفعني، فرفعه.
وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني عبد العزيز بن عمران (١) قال: حدّثني أبي قال: جاء الخبر إلى رياح وهو في دار مَرْوان أنّ محمدًا خارج الليلة، فأرسل إلى أخي محمد بن عمران وإلى العباس بن عبد الله بن الحارث بن العباس وإلى غير واحد، قال: فخرج أخي وخرجت معه، حتى دخلنا عليه بعد العشاء الآخرة، فسلمنا عليه فلم يردّ علينا، فجلسنا فقال أخي: كيف أمسى الأمير
(١) عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز قال النسائي متروك الحديث وقال البخاري منكر الحديث لا يكتب حديثه [تهذيب الكمال/ تر ٤٠٥٣].