للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين صاروا خوارج بعد ذلك: يا عليّ! أجِب إلى كتاب الله عزّ وجلّ إذْ دعيتَ إليه، وإلّا ندفعك برُمّتك إلى القوم، أو نفعل كما فعلنا بابن عفان؛ إنه علينا أن نعمل بما في كتاب الله عزّ وجلّ فقبلناه؛ والله لتفعلنّها، أو لنفعلنَّها بك! قال: فاحفظوا عنِّي نهيي إياكم، واحفظوا مقالتكم لي، أمَّا أنا فإن تطيعوني؛ تقاتلوا، وإن تعصوني؛ فاصنعوا ما بدا لكم! قالوا له: إمّا لَا فابعث إلى الأشتر فليأتك (١). (٥: ٤٨/ ٤٩).

١١٣٢ - قال أبو مخنف: حدّثني فضَيل بن خَديج الكنديّ، عن رجل من النَّخَع: أنه رأى إبراهيم بن الأشتر دخل على مصعب بن الزبير، قال: كنت عند على حين أكرَهه الناس على الحكومة، وقالوا: ابعث إلى الأشتر فليأتك، قال: فأرسل عليّ إلى الأشتر يزيدَ بن هانئ السّبيعيّ: أن ائتني؛ فأتاه فبلّغه، فقال: قل له: ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تُزِيلني فيها عن موقفي، إن قد رجوت أن يُفتَح لي، فلا تعجلني، فرجع يزيد بن هانئ إلى عليّ فأخبره، فما هو إلا أن انتهى إلينا، فارتفع الرّهَج، وعلت الأصوات من قِبَل الأشتر، فقال له القوم: والله ما نراك إلا أمرتَه أن يقاتل، قال: من أين ينبغي أن ترَوا ذلك! رأيتموني ساررْته؛ أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية، وأنتم تسمعونني! قالوا: فابعث إليه فليأتك، وإلا والله اعتزلناك، قال له: ويْحَك يا يزيد! قل له: أقبل إليّ، فإنّ الفتنة قد وقعتْ، فأبلغه ذلك، فقال له: ألِرفع المصاحف؟ قال: نعم؛ قال: أما والله لقد ظننت حين رُفعتْ أنّها ستوقع اختلافًا وفُرقة، إنها مشورة ابن العاهرة، ألا ترى ما صنع الله لنا! أينبغي أن أدعَ هؤلاء وأنصرف عنهم! وقال يزيد بن هانئ: فقلت له: أتحب أنك ظفرتَ هاهنا، وأنّ أمير المؤمنين بمكانه الذي هو به يُفرج عنه أو يُسْلَم؛ قال: لا والله، سبحان الله! قال: فإنهم قد قالوا: لَتُرسلنّ إلى الأشتر فلياتينّك أو لنقتلنّك كما قتلنْا ابن عفّان، فأقبل حتى انتهى إليهم فقال: يا أهلَ العراقّ يا أهل الذّلّ والوَهَن، أحين علوتم القوم ظهرًا، وظنّوا أنكم لهم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها! وقد والله تركوا


(١) إسناده تالف، وفيه نكارة شديدة وإن كانوا حقًّا كما روى أبو مخنف أنهم ليسوا بأصحاب دين وقرآن فلماذا تحاكموا إلى القرآن؟ ! ولماذا لم يقاتلوا سيدنا علي كما يقاتل غيرهم ممن لا دين لهم ولا قرآن إلا أنه الافتراء والكذب من أبي محنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>