للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند منزل سَمْرة الصواف، وهو على يمينك حين ترْمي الجِمار (١). (١: ١٣٩).

١٩٣ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم من أهل الكتاب الأوّل: أن آدم - عليه السلام - كان يغشى حواء في الجنة قبل أن تصيب الخطيئة، فحملت له بقين بن آدم وتوأمته، فلم تجد عليهما وحَمًا ولا وصَبًا، ولم تجد عليهما طلْقا حين ولدتهما، ولم تر معهما دمًا لطهر الجنة، فلما أكلا من الشجرة وأصابا المعصية، وهبطا إلى الأرض واطمأنا بها تغشَّاها، فحملت بهابيل وتوأمته، فوجدت عليهما الوحمَ والوصب، ووجدت حين ولدتهما الطلْق ورأت معهما الدم، وكانت حواء - فيما يذكرون - لا تحمل إلا توأمًا ذكرًا وأنثى، فولدت حواء لآدم أربعين ولدًا لصلبه من ذكر وأنثى في عشرين بطنًا، وكان الرجل منهم أيّ أخواته شاء تزوج إلا توأمته التي تولد معه، فإنها لا تحلّ له، وذلك أنه لم يكن نساء يومئذ إلا أخواتهم وأمهم حواء (٢). (١: ١٣٩/ ١٤٠).

١٩٤ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول: أن آدم أمر ابنه قينًا أن ينكح توأمته هابيل، وأمر هابيل أن يُنكح أخته توأمته قينًا، فسلّم لذلك هابيل ورضيَ، وأبي ذلك قين وكره تكرُّمًا عن أخت هابيل، ورغب بأخته عن هابيل، وقال: نحن ولادة الجنة، وهما من ولادة الأرض، وأنا أحق بأختي. ويقول بعض أهل العلم من أهل الكتاب الأول: بل كانت أخت قَين من أحسن الناس، فضنّ بها عن أخيه، وأرادها لنفسه - والله أعلم أيّ ذلك كان - فقال له أبوه: يا بميَّ! إنها لا تحلّ لك، فأبى قين أن يقبل ذلك من قول أبيه، فقال له أبوه: يا بنيّ! فقرّب قربانًا، ويقرّب أخوك هابيل قربانًا، فايُّكما قبِل الله قربانه فهو أحقّ بها، وكان قَين على بَذْر الأرض، وكان هابيل على رعاية الماشية، فقرّب قَين قمحًا، وقرب هابيل أبكارًا من أبكار غَنَمه - وبعضهم يقول: قرّب بقرة - فأرسل الله جلّ وعزّ نارًا بيضاء، فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قين. وبذلك كان يُقبل القربان إذا قبله الله عزّ وجلّ؛ فلما قبل الله قربان هابيل - وكان في ذلك القضاء له بأخت قَين -


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>