للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غضب قَيْن، وغلب عليه الكِبْر واستحوذ عليه الشيطان، فاتبع أخاه هابيل، وهو في ماشيته فقتله، فهما اللذان قصّ الله خبرهما في القرآن على محمد؛ فقال: {وَاتْلُ عَلَيهِمْ} يعني: أهل الكتاب {نَبَأَ ابْنَي آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ} إلى آخر القصة، قال: فلما قتله سُقِط في يديه، ولم يدر كيف يُواريه، وذلك أنه كان - فيما يزعمون - أولَ قتيل من بني آدم {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَال يَاوَيلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي} إلى قوله: {ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (٣٢)} (١) (١٤٠/ ١٤١: ١).

١٩٥ - قال: ويزعم أهل التوراة: أن قينًا حين قتل أخاه هابيل، قال الله له: أين أخوك هابيل؟ قال: ما أدري، ما كنت عليه رقيبًا؛ فقال الله له: إن صوتَ دم أخيك ليناديني من الأرض! الآن أنت ملعون من الأرض التي فتحتْ فاها، فتلقَّتْ دم أخيكِ من يدك، فإذا أنت عملت في الأرض، فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فزعًا تائهًا في الأرض. فقال قين: عَظُمَتْ خطيئتي من أن تغفرها، قد أخرجتني اليوم عن وجه الأرض [وأتوارى] من قدامك، وأكون فزعًا تائهًا في الأرض، وكلّ من لقيَني؛ قتلني. فقال الله عزّ وجلّ: ليس ذلك كذلك؛ فلا يكون كلّ من قتل قتيلًا يجزى بواحد سبعة، ولكن من قتل قينًا يجزى سبعة، وجعل الله في قين آية لئلا يقتله كلّ مَنْ وجده، وخرج قين من قدام الله عزّ وجلّ من شرقيّ عدن الجنة (٢). (١: ١٤١).

وقال آخرون في ذلك: إنما كان قتل القاتل منهما أخاه أن الله عزّ وجلّ أمرهما بتقريب قربان، فتقبل قربان أحدهما، ولم يتقبل من الآخر، فبغاه الذي لم يتقبَّل قربانه، فقتله.

ذكر من قال ذلك:

١٩٦ - حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف عن أبي المغيرة، عن عبد الله بن عمرو، قال: إن ابني آدم اللذين قربا قربانًا فَتقبِّل


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>