للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أحدهما ولم يتقبل من الآخر كان أحدُهما صاحب حرث، والآخرُ صاحب غنم، وأنهما أُمِرا أن يقرّبا قربانًا، وأن صاحب الغنم قَّرّبَ أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها، طيّبة بها نفسه، وأن صاحب الحرث قرّب، شرَّ حرثه: الكوزر والزُّوان، غير طيبة بها نفسه، وأن الله عزّ وجلّ تقبل قربان صاحب الغنم، ولم يتقبل قربان صاحب الحرث، وكان من قصتهما ما قصّ الله في كتابه وقال: أيمُ الله، إن كان المقتول لأشدّ الرجلين، ولكن منعه التحرُّج أن ينبسط إلى أخيه (١). (١: ١٤١/ ١٤٢).

١٩٧ - وقال آخرون بما حدثني به محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كان من شأنهما: أنه لم يكن مسكين يُتصدّق عليه، وإنما كان القربان يقرّبه الرجل، فبينا ابنا آدم قاعدان إذ قالا: لو قربنا قربانًا! وكان الرجلُ إذا قرّب قربانًا فرضيَه الله عزّ وجلّ" أرسل إليه نارًا فأكلته، وإن لم يكن رضيه الله خبت النار، فقرّبا قربانًا، وكان أحدهما راعيًا والآخر حراثًا، وإنّ صاحب الغنم قرّب خيرَ غَنمِه وأسمنها، وقرّب الآخر بعض زرعه، فجاءت النار فنزلت [بينهما] فأكلت الشاة وتركت الزرع، وإن ابن آدم قال لأخيه: أتمشي في الناس، وقد علموا أنك قرَّبت قربانًا فتقبّل منك ورُدّ عليَّ قرباني! فلا والله لا ينظر الناس إليّ وإليك وأنت خير مني، فقال: لأقتلنّك، فقال له أخوه: ما ذنبي! إنما يتقبّل الله من المتقين (٢). (١: ١٤٢).

١٩٧ / أ - وقال آخرون: لم تكن قصة هذين الرجلين في عهد آدم، ولا كان القربان في عصره، وقالوا: إنما كان هذان رجلين من بني إسرائيل، وقالوا: إن أوّل ميِّت مات في الأرض آدم - عليه السلام -، لم يمت قبله أحد (٣). (١: ١٤٣).

ذكر من قال ذلك:

١٩٨ - حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا سهل بن يوسف، عن عمرو، عن الحسن، قال: كان الرجلان اللذان في القرآن قال الله عزّ وجلّ فيهما: {وَاتلُ


(١) ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>