للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناسُ إلى عبد الرحمن ونزل، فأقبل عُبيد الله حينئذ إلى ابن محمَّد بن الأشعث، وقال له: إني لم أرِد فِراقَك، وإنما أخذتها لك، وخرج الحجاج فبدأ بالمدائن، فأقام عليها خَمْسًا حتى هيأ الرجال في المعَابر، فلما بلغ محمَّد بن سعد عبورُهم إليهم خرجوا حتى لحِقوا بابن الأشعث جميعًا، وأقبَل نحوَهم الحجاج، فخرج الناسُ معه إلى مَسكن على دُجَيل، وأتاه أهلُ الكوفة والفُلول من الأطراف، وتَلَاوم الناسُ على الفِرار، وبايع أكثرهم بِسطام بن مَصقَلة على الموت، وخنَدَقَ عبدُ الرحمن على القوم؛ فسار عمارة بن تميم إلى عبد الرّحمن فأدركه بالسوس، فقاتَلَه ساعةً من نهار، ثمّ إنه انهزَم هو وأصحابه فمضَوا حتى أتَوا سابور، واجتمعت إلى عبد الرحمن بن محمَّد الأكرَادُ مع من كان معه من الفُلول، فقَاتَلَهم عمارة بن تميم قتالًا شديدًا على العَقَبة حتى جُرِح عمارة وكثيرٌ من أصحابه، ثمّ انهزم عمارة وأصحابه وخلَّوْا لهم عن العَقَبة، ومضى عبدُ الرحمن حتى مرّ بكَرمان (١). (٦/ ٣٦٧ - ٣٦٨).

قال الواقديّ: كانت وقعة الزاوية بالبَصرة في المحرّم سنة ثلاث وثمانين. (٦/ ٣٦٨).

قال أبو مخنفَ: حدّثني سيف بن بِشْر العجْليّ، عن المنخل بن حابس العبديّ، قال: لما دخل عبد الرحمن بن محمَّد كَرْمان تلقاه عمرو بن لَقيط العبديّ - وكان عاملَه عليها - فهيأ له نُزُلًا فَنَزل، فقال له شيخ من عبد القيس يقال له مَعقِل: واللهِ لقد بَلَغنا عنك يا بن الأشعث أن قد كنت جَبانًا، فقال عبدُ الرحمن: واللهِ ما جَبُنْتُ، والله لقَد دلَفْتُ الرّجال بالرّجال، ولففتُ الخيلَ بالخيل، ولقد قاتلت فارسًا، وقاتلت راجلًا، وما انهزمتُ ولا تركتُ العرْصة للقوم في مَوْطن حتى لا أجِد مُقاتَلًا ولا أرى معي مقَاتلًا، ولكني زاولتُ مُلْكًا مؤجلًا، ثمّ إنه مضى بمن معه حتى فوّز في مَفازةِ كرْمان (٢). (٦/ ٣٦٨).

قال أبو مخنَف: فحدّثني هشام بن أيّوب بن عبد الرحمن بن أبي عَقِيل الثقفيّ، قال: لما مضى ابن محمَّد في مفازة كَرمان وأتْبعه أهلُ الشام دخل بعضُ


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>