المشرق وما كان متّصلًا بها، وضمها إلى أخيه أبي أحمد، وضمّ أبو أحمد عمل كُور دِجلة إلى مسرور البلخيّ، وأقبل يعقوب بن الليث مريدًا أبا أحمد، وصار إلى واسط، خَلت كُوردجلة من أسباب السلطان، خلا المدائن وما فوق ذلك، وكان مسرور قد وجّه قبل ذلك إلى الباذاوَرْد مكان موسى بن أتامش جُعلان التركيّ، وكان بإزاء موسى بن أتامش، من قِبَل قائد الزَّنْج سليمان بن جامع، وقد كان سليمان قبل أن يصرف ابنُ أتامش عن الباذاوَرْد قد نال من عسكره، فلمّا صُرف ابن أتامش وجُعل موضعه جعلان، وجّه سليمان من قِبَله رجلًا من البحرانيّين يقال له ثعلب بن حفص، فأوقع به، وأخذ منه خيلًا ورجلًا، ووجّه قائد الزنج من قِبَله رجلًا من أهل جُبَّى يقال له أحمد بن مهديّ في سُميريّات، فيها رماة من أصحابه، فأنفذه إلى نهر المرأة، فجعل الجبائيّ يوقع بالقُرى التي بنواحي المذَار - فيما ذكر - فيعيث فيها، ويعود إلى نهر المرأة فيقيم به.
فكتب هذا الجبائيّ، إلى قائد الزَّنج يخبره بأن البطيحة خالية من رجال السلطان لانصراف مسرور وعساكره عند ورود يعقوب بن الليث واسطًا، فأمر قائد الزَنج سليمان بن جامع وجماعة من قُوّاده بالمصير إلى الحوانيت، وأمر رجلًا من الباهليّين يقال له عُمَيْر بن عمار، كان عالمًا بطرق البَطيحة ومسالكها، أن يسير مع الجبائيّ حتى يستقرّ بالحوانيت.
فذكر محمد بن الحسن: أن محمد بن عثمان العبّادانيّ قال: لمّا عزم صاحب الزَّنْج على توجيه الجيوش إلى ناحية البطيحة ودَستُميسان أمر سليمان بن جامع أن يعسكر بالمُطوّعة وسليمان بن موسى أن يعسكر على فُوّهة النهر المعروف باليهوديّ، ففعلا ذلك، وأقاما إلى أن أتاهما إذنه، فنهضا، فكان مسير سليمان بن موسى إلى القرْية المعروفة بالقادسيّة، ومسير سليمان بن جامع إلى الحوانيت والجُبّائيّ في السميريّات أمام جيش سليمان بن جامع، ووافى أبَّا التركيّ دجْلة في ثلاثين شَذاة، فانحدر يريد عسكر قائد الزّنج، فمرّ بالقرية التي كانت داخلة في سلْم الخبيث فنال منها، وأحرق؛ فكتب الخبيث إلى سليمان بن موسى في منعه الرجوع، وأخذ عليه سليمان الطريق، فأقام شهرًا يقاتل حتى تخلّص فصار إلى البطيحة.
وذكر محمد بن عثمان: أن جَبَّاشًا الخادم زعم أن أبَّا التركيَّ لم يكن صار إلى