للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دجلة في هذا الوقت، وأنّ المقيم كان هناك نُصير المعروف بأبي حمزة.

وذكر: أن سليمان بن جامع لمّا فصل متوجّهًا إلى الحوانيت، انتهى إلى موضع يعرف بنهر العتيق، وقد كان الجبائيّ سار في طريق الماديان فمَلقّاه رميس، فواقعه الجبائيّ، فهزمه، وأخذ منه أربعًا وعشرين سُميريّة ونيّفًا وثلاثين صلغة، وأفلت رميس، فاعتصم بأجَمة لجأ إليها، فأتاه قوم من الجوخانيّين، فأخرجوه منها فنجا، ووافق المنهزمين من أصحاب رميس خروج سليمان من النهر العتيق، فتلقاهم فأوقع بهم، ونال منهم نيلًا، ومضى رميس حتى لحق بالموضع المعروف ببرّمساور، وانحاز إلى سليمان جماعة من مذكوري البلاليّين وأنجادهم في خمسين ومئة سُميريّة، فاستخبرهم عما أمامه، فقالوا: ليس بينك وبين واسط أحدٌ من عمّال السلطان وولاته، فاغترّ سليمان بذلك، وركن إليه، فسار حتى انتهى إلى الموضع الذي يعرف بالجازرة، فتلقّاه رجل يقال له أبو معاذ القرشيّ، فواقعه، فانهزم سليمان عنه، وقتل أبو معاذ جماعة من أصحابه، وأسر قائدًا من قواد الزَّنْج، يقال له: رياح القندليّ، فانصرف سليمان إلى الموضع الذي كان معسكرًا به، فأتاه رجلان من البلاليّة، فقالا له: ليس بواسط أحد يدفع عنها غير أبي معاذ في الشَّذَوات الخمس التي لقيك بها، فاستعدّ سليمان وجمع أصحابه وكتب إلى الخبيث كتابًا مع البلاليّة الذين كانوا استأمنوا إليه وأنقذهم إلا جُميّعة يسيرة في عشر سُميريّات، انتخبهم للمقام معه، واحتبس الإثنين معه اللذين أخبراه عن واسط بما أخبراه به، وصار قاصدًا لنهر أبان، فاعترض له أبو معاذ، في طريقه، وشبّت الحرب بينهما، وعصفت الريح، فاضطربت شذا أبي معاذ، وقويَ عليه سليمان وأصحابه، فأدبر عنهم معرّدًا ومضى سليمان حتى انتهى إلى نهر أبان فاقتحمه، وأحرق وأنهب وسبى النساء والصبيان، فانتهى الخبر بذلك إلى وُكلاء كانوا لأبي أحمد في ضياعٍ من ضِياعه مُقيمين بنهر سِنداد، فساروا إلى سليمان في جماعة، فأوقعوا به وقعة، قتلوا فيها جمعًا كثيرًا من الزَّنْج، وانهزم سليمان وأحمد بن مهديّ ومن معهما إلى معسكرهما.

قال محمد بن الحسن: قال محمد بن عثمان: لما استقرّ سليمان بن جامع بالحوانيت، ونزل بنهر يعرف بيعقوب بن النضر، وجّه رجلًا ليعرف خبر واسط ومَنْ فيها من أصحاب السلطان؛ وذلك بعد خروج مسرور البلخيّ وأصحابه

<<  <  ج: ص:  >  >>