للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفيء لأهل هؤلاء الأمصار ولمن لحق بهم وأعانهم، وأقام معهم ولم يفرض لغيرهم، ألا فبهم سُكنت المدائن والقرى، وعليهم جرى الصُّلْح؛ وإليهم أدِّي الجِزاء، وبهم سُدّت الفروج ودُوّخ العدّو. ثم كتب في إعطاء أهل العطاء أعطياتِهم إعطاءً واحدًا سنة خمْسَ عشرة.

وقال قائل: يا أميرَ المؤمنين! لو تركت في بيوت الأموال عدّة لكون إن كان! فقال: كلمة ألقاها الشيطان على فيك وقانِي الله شرّها؛ وهي فتنة لمن بعدي؛ بل أعدّ لهم ما أمرنا الله ورسوله طاعة لله ورسوله؛ فهما عدّتنا التي بها أفضينا إلى ما تروْن، فإذا كان هذا المال ثمن دين أحدكم هلكتم (١). (٣: ٦١٥).

٣٩٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، والمهلب، وطلحة، وعمرو، وسعيد؛ قالوا: لما فتح الله على المسلمين وقُتِل رستم، وقدمت على عمر الفتوح من الشام جمع المسلمين، فقال: ما يحلّ للوالي من هذا المال؟ فقالوا جميعًا: أمّا لخاصته؛ فقوتُه وقوت عياله، لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وكسوتهم وكسوته للشتاء والصيف، ودابّتان إلى جهاده وحوائجه وحُمْلانه إلى حَجِّهِ وعمرته، والقَسْم بالسويّة، أن يعطَى أهلُ البلاء على قدر بلائهم، ويرمَّ أمور الحاس بعد، ويتعاهدهم عند الشدائد، والنوازل؛ حتى تُكشف، ويبدأ بأهل الفيء (٢). (٣: ٦١٦).

٤٠٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: جمع الناس عمر بالمدينة حين انتهى إليه فتح القادسيّة ودمشق، فقال: إني كنت امرأً تاجرًا، يغني الله عيالي بتجارتي وقد شغلتموني بأمركم، فماذا تروْن أنه يحلّ لي من هذا المال؟ فأكثر القوم وعليّ عليه السلام ساكت، فقال: ما تقول يا عليّ؟ فقال: ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف، ليس لك من هذا المال غيره، فقال القوم: القول قولُ ابن أبي طالب (٣). (٣: ٦١٦).


(١) إسناده ضعيف، ومتنه فيه مخالفة لما ذكره الطبري نفسه قبل قليل من أن فرض العطاء وعمل الديوان كان سنة ١٥ هـ ومعلوم أي هذه الأمصار التي ذكرها لم تمصّر إلا بعد والله تعالى أعلم.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>