للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٠١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمّد، عن عبيد الله، عن نافع، عن أسلم، قال: قام رجلٌ إلى عمر بن الخطاب، فقال: ما يحلّ لك من هذا المال؟ فقال: ما أصلحني وأصلح عيالي بالمعروف، وحُلّة الشتاء وحلّة الصيف، وراحلة عمر للحجّ والعمرة، ودابّة في حوائجه وجهاده (١). (٣: ٦١٦).

٤٠٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن مُبَشر بن الفضيل، عن سالم بن عبد الله، قال: لمّا ولِيَ عمر؛ قعد على رزق أبي بكر الذي كانوا فرضوا له، فكان بذلك؛ فاشتدّت حاجته، فاجتمع نفر من المهاجرين منهم عثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، فقال الزّبير: لو قلنا لعمر في زيادة نزيدها إيّاه في رزقه! فقال عليّ: وددنا قبل ذلك؛ فانطلِقوا بنا، فقال عثمان: إنه عمر! فهلمّوا فلنستبرئ ما عنده من وراء؛ نأتي حفصة فنسألها، ونستكتمها، فدخلوا عليها، وأمروها أن تخبر بالخبر عن نفر، ولا تسمّي له أحدًا، إلا أن يقبل، وخرجوا من عندها، فلقيَت عمر في ذلك، فعرفت الغضب في وجهه، وقال: مَن هؤلاء؟ قالت: لا سبيل إلى علمهم حتى أعلم رأيَك، فقال: لو علمت مَن هم لسؤت وجوههم؛ أنت بيني وبينهم! أنشدك بالله؛ ما أفضل ما اقتنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتكِ من الملبس؟ قالت: ثوبين ممشَّقينِ كان يلبسهما للوفد، ويخطب فيهما للجُمَع؛ قال: فأيّ الطعام ناله عندك أرفع؟ قالت: خبزنا خُبزة شعير، فصببنا عليها وهي حارّة أسفل عُكّة لنا، فجعلناها هشّة دسمة؛ فأكل منها وتطعّم منها استطابة لها. قال: فأيّ مُبسَط كان يبسطه عندك كان أوطأ؟ قالت: كساءِ لنا ثخين كنا نربّعه في الصيف، فنجعله تحتنا، فإذا كان الشتاء بسطنا نصفه وتدثَّرنا بنصفه، قال: يا حفصة! فأبلغيهم عني: أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قدّر، فوضع الفُضول مواضعَها؛ وتبلّغ بالتَّزجية، وإنّي قدّرت فوالله لأضعنّ الفضول مواضعها، ولأتبلغنّ بالتزجية؛ وإنما مَثَلي ومثل صاحبى كثلاثة سلكوا طريقًا؛ فمضى الأوّل وقد تزّود زادًا فبلغ، ثم اتّبعه الآخر فسلك طريقه، فأفضى إليه، ثم اتّبعه الثالث، فإن لزم طريقهما، ورضي بزادهما؛ لحِق بهما، وكان معهما؛ وإن سلك غير طريقهما؛ لم يجامعهما (٢). (٣: ٦١٦/ ٦١٧).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>