للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٤ - وعن أبي صفيّة -شيخ من بني شيبان- قال: لما أتى عمرُ الشام أتىَ ببرذون فركبه، فلما سار جعل يتخلّج به، فنزل عنه، وضرب وجهه، وقال: لا علّم الله مَنْ علّمك! هذا من الخيَلاء؛ ولم يركب برذونًا قبله ولا بعده. وفتحت إيلياء وأرضها كلّها على يديه، ما خلا أجناديْن فإنها فتِحت على يدي عمرو، وقيساريّة على يديْ معاوية (١). (٣: ٦١٠).

٣٩٥ - وعن أبي مريم مولى سلامة، قال: شهدتُ فتح إيلياء مع عمر رحمه الله، فسار من الجابية فاصلًا حتى يقدم إيلياء، ثم مضى حتى يدخل المسجد، ثم مضى نحو محراب داود؛ ونحن معه، فدخله ثم قرأ سجدة داود فسجد وسجدنا معه (٢). (٣: ٦١٠).

٣٩٦ - وعن أنس بن مالك، قال: شهدت إيلياء مع عمر، فبينا هو يطعم النّاس يومًا بها أتاه راهبها وهو لا يشعرُ: أن الخمر محرّمة، فقال: هل لك في شراب نجده في كتبنا حلالًا إذا حرّمت الخمر! فدعاه به فقال: من أيّ شيء هذا؟ فأخبره أنه طبخه عصيرًا، حتى صار إلى ثلثه، فغرف بإصبعه، ثم حرّكه في الإناء فشطره، فقال: هذا طلاء؛ فشبّهه بالقَطِران، وشرب منه، وأمر أمراء الأجناد بالشام به؛ وكتب في الأمصار: إني أتِيت بشراب مما قد طُبخ من العصير حتى ذهب ثُلثاه وبقي ثُلثه كالطِّلاء، فاطبخوه وارزقوه المسلمين (٣).

٣٩٧ - وعن أبي عثمان، وأبي حارثة، قالا: ولحق أرْطبون بمصر مقدَمَ عمر الجابية، ولحق به مَن أحبّ ممّن أبى الصلح، ثم لحق عند صُلح أهل مصر، وغلبهم بالرّوم في البحر، وبقيَ بعد ذلك؛ فكان يكون على صوائف الرّوم، والتقى هو وصاحب صائفة المسلمين فيختلف هو ورجل من قيس يقال له: ضُريْس؛ فقطع يد القيسيّ، وقتله القيسي، فقال:

فإن يَكُنْ أرْطَبونُ الرُّوم أفسدَها ... فإنّ فيها بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَفَعا

بَنانَتانِ وجُرْموزٌ أقيمُ به ... صدْرَ القَناةِ إِذا ما آنَسوا فَزعا


(١) إسناده ضعيف جدًّا.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا.
(٣) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>