للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صار إلى سِمْنان، وتحصّن منه أهل الرّيّ - وحصّنوا مدينتهم؛ ثم انصرف من سِمْنان راجعًا إلى خُراسان.

وفيها انصرف خلقٌ كثير من طريق مكة في البدأة لشدّة الحرّ، ومضى خلق كثير، فمات ممن مضى خَلْقٌ كثير من شدّة الحرّ، وكثير منهم من العطش، وذلك كله في البدأة، وأوقعت فزارةُ فيها بالتجار، فأخذوا - فيما ذكر - منهم سبعمئة حمل بزّ.

وفيها اجتمع بالموسم عامل لأحمد بن طولون في خيله وعامل لعمرو بن الليث في خيله، فنازع كلّ واحد منهما صاحبَه في ركز علمه على يمين المنبر في مسجد إبراهيم خليل الرحمن، وادّعى كلُّ واحد منهما أنّ الولاية لصاحبه، وسلَّا السيوف، فخرج معظم الناس من المسجد، وأعان موالي هارون بن محمد من الزَّنْج صاحبَ عمرو بن الليث، فوقف حيث أراد، وقصر هارون - وكان عامل مكة - الخطبةَ وسلم الناس، وكان المعروف بأبي المغيرة المخزوميّ حينئذ يحرس في جميِّعة (١).

وفيها نُفِي الطباع عن سامُرّا.

وفيها ضرب الخُجُستانيّ لنفسه دنانير ودراهم ووزن الدينار منها عشرة دوانيق، ووزن الدرهم ثمانية دوانيق، عليه: "المُلْك والقدرة لله، والحوْل والقوّة بالله؛ لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ ، وعلى جانب منه: "المعتمد على الله باليمن، والسعادة وعلى الجانب الآخر: "الوافى أحمد بن عبد الله".

وحجّ بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشميّ (٢).

* * *


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٢١٣) ذكر نحوًا من هذا.
(٢) المصدر السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>