للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت العِيرُ قد سبقتْني قبل ذلك بيوم، وكانوا ستين، وكان مَنْ مع سعد كلُّهم من المهاجرين (١). (٢: ٤٠٣).

قال أبو جعفر: وقال ابن إسحاق في أمر كلّ هذه السرايا التي ذكرتُ عن الواقديّ قولَه فيها غير ما قاله الواقديّ، وأنَّ ذلك كلَّه كان في السنة الثّانية من وقت التاريخ (٢). (٢: ٤٠٣).

١٠٣ - حدَّثنا ابنُ حُمَيد، قال: حدَّثنا سلَمة بن الفضل، قال: حدَّثني محمّد بن إسحاق، قال: قدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة مضت منه، فأقام بها ما بقِيَ من شهر ربيع الأوَّل وشهرَ ربيع الآخَر وَجُمَادَيَيْن وَرَجَبَ وشعبان ورمضان وشَوَّالًا وذَا القَعدة وذا الحجَّة -وولي تلك الحجَّة المشركون- والمحرَّمَ. وخرج في صفَر غازيًا على رأس اثني عشر شهرًا من مقدَمه المدينة، لِثنْتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل؛ حتى بلغ وَدَّان؛ يريد قريشًا وبني ضَمْرة بن بكْر بن عبد مناة بن كنانة؛ وهي غزوة الأبْواء، فوادعتْهُ فيها بنو ضَمْرة؛ وكان الذي وادَعه منهم عليهم سيّدهم كان في زمانه ذلك، مَخشِيّ بن عمرو، رجل منهم.

قال: ثمّ رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ولم يلقَ كيدًا، فأقام بها بقيَّة صَفر وصدْرًا من شهر ربيع الأوّل.

وبعث في مقامه ذلك عُبَيدَةَ بن الحارث بن المطَّلب في ثمانين أو ستين راكبًا من المهاجرين؛ ليس فيهم من الأنصار أحدٌ، حتى بَلَغ أحياء (ماء بالحجاز بأسفل ثنيَّة المَرة)، فلقِيَ بها جَمْعًا عظيمًا من قريش؛ فلم يكن بينهم قتال؛ إلَّا أن سعد بن أبي وقَّاص قد رَمى يومئذ بسهم؛ فكان أوّل سهم رُمِي به في الإسلام.

ثم انصرف القوم عن القوم وللمسلمين حامِيَةٌ، وَفَرَّ مِنَ المشركين إلى المسلمين المِقْداد بن عمرو البَهْرانيّ حليف بني زُهْرة، وعُتْبة بن غَزْوان بن جابر حليف بني نوْفل بن عبد مناف- وكانا مسلمين؛ ولكنّهما خرجا يتوصَّلان بالكُفَّار


(١) بين الطبري والواقدي انقطاع، والواقدي متروك، وذكر ابن إسحاق قصة هذه السرية بلا إسناد والله أعلم. (السيرة النبوية ٢/ ٢٨٧).
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>