للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر؛ فأما جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من أن يذكر وكان أيضًا من ذوي الفصاحة والبلاغة إلى أن قال: وكان أبوه يحيى بن خالد قد ضمه إلى أبي يوسف القاضي حتى علّمه وفقهه وغضب الرشيد عليه في آخر أمره فقتله اهـ. [تأريخ بغداد / ٧/ ١٥٢ / تر ٣٦٠٦] وهذا تقييم لجعفر من قبل إمام مؤرخ محدث كالخطيب البغدادي اعتنى بجمع أخبار بغداد ومن سكنها ولو لمدة يسيرة أو مرّ بها، يقول فأما جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من أن يذكر ثم يقول: وكان من ذوي الفصاحة والبلاغة .. إضافة إلى تعلمه وتفقُّهه على يدي قاضي القضاة أبي يوسف - فالرجل إذًا كان يملك مقومات عدة من مقومات القيادة جعلت من حوله يحذر منه أضف إلى ذلك كثرة الوشاة والسعاة مع طموحات الرجل إلى ما هو أسمى وأعلى والله أعلم بالسرائر وكل هذه احتمالات تعتمد على روايات ضعيفة.
أخرج الخطيب من طريق علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن حماد ثنا عبد الله بن أبي سعد ثني محمد بن أحمد بن المبارك العبدي ثني عبد الله بن علي - أبو محمد - قال لما غضب على البرامكة أصيب في خزانة جعفر بن يحيى في جرة ألف دينار في كل دينار مائة دينار على أحد جانبي كل دينار:
وأصفر من ضرب دار الملو ... ك يلوح على وجهه جعفر
يزيد على مائة واحدًا ... متى نعطه معسرًا يوسر
[المصدر السابق ٧/ ١٥٥]. وأخرج من طريق ابن محمد المذحجي ثني أبو عبد الرحمن مؤدب محمد بن عمران بن يحيى بن خالد قال أمر جعفر بن يحيى أن تضرب دنانير في كل دينار ثلاثمائة مثقال ... الخبر كما في الرواية السابقة (بيتي الشعر) [المصدر السابق ٧/ ١٥٩].
والخبر الأول مع الأبيات ذكره الجهيشاري فقال: وقد ذكر الحارث بن أبي أسامة في كتاب أخبار الخلفاء ... ثم ذكر الخبر مع البيتين [الوزراء والكتاب ٢٤١].
وبما أن جعفر البرمكي قد تأثر بعلم أبي يوسف وفقهه فقد كان مجلًا للعلماء وأهل العلم مكرمًا لهم فقد أخرج الخطيب عن طريق الحارث بن أبي أسامة قال ثني إسماعيل بن محمد - ثقة - قال لما بلغ سفيان بن عيينة قتل جعفر بن يحيى وما نزل =

<<  <  ج: ص:  >  >>