لبدر، فوقعت بينهم الفتنة، وظفر بهم راغب، فحمل دميانة وابن الباغمرديّ وابن اليتيم مقيّدين إلى المعتضد.
ولعشر بقين من صفر في يوم الإثنين من هذه السنة وردت خريطة من الجبل؛ بأن عيسى النُّوشريّ أوقع ببكر بن عبد العزيز بن أبي دُلف في حدود أصبَهان، فقتل رجاله، واستباح عسكره، وأفلت في نفر يسير.
وفي يوم الخميس لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول منها، خُلع على أبي عمر، يوسف بن يعقوب، وقُلِّد قضاءَ مدينة أبي جعفر المنصور مكان علي بن محمد بن أبي الشوارب، وقضاء قطربُّل ومَسْكِن وبُزُرْجَسَابور والرذانيْن، وقعد للخصوم في هذا اليوم في المسجد الجامع، ومكثت مدينة أبي جعفر من لدن مات ابن أبي الشوارب إلى أن وليَها أبو عمر بغير قاض، وذلك خمسة أشهر وأربعة أيام (١).
وفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلتْ منه في هذه السنة، أخِذ خادم نصرانيّ لغالب النصرانيّ متطبّب السلطان يقال له: وَصيف، فرُفع إلى الحبس، وشُهد عليه أنه شتم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فحبِس، ثم اجتمع من غد هذا اليوم ناس من العامَّة بسبب هذا الخادم، فصاحوا بالقاسم بن عبيد الله، وطالبوه بإقامة الحدّ عليه، بسبب ما شُهد عليه؛ فلما كان يوم الأحد لثلاث عشرة بقيت منه اجتمع أهلُ باب الطاق إلى قنطرة البَرَدان وما يليها من الأسواق، وتداعَوْا، ومضوا إلى باب السلطان، فلَقيَهم أبو الحسين بن الوزير، فصاحوا به، فأعلمهم أنه قد أنهى خبره إلى المعتضد، فكذَّبوه وأسمعوه ما كره، ووثبوا بأعوانه ورجاله حتى هربوا منهم، ومضوْا إلى دار المعتضد بالثريَّا، فدخلوا من الباب الأول والثاني فمُنِعوا من الدخول، فوثبوا على مَنْ منعَهم، فخرج إليهم من سألهم عن خبرهم، فأخبروه، فكتب به إلى المعتضد، فأدخِل إليه منهم جماعة، وسألهم عن الخبر فذكروه له، فأرسل معهم خفيفًا السمرقنديَّ إلى يوسف القاضي، وتقدم إلى خفيف أن يأمر يوسف بالنَّظر في أمر الخادم، وأن يُنهِيَ إليه ما يقف عليه من أمره، فمضى معهم خفيف إلى يوسف، فكادوا يقتلونه ويقتلون يوسف لمَّا