للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطاغية؛ وهي اللات، لا يهدمها ثلاث سنين؛ فأبى رسولُ الله ذلك عليهم؛ فما برحوا يسألونه سنة سنة، فأبى عليهم حتى سألوه شهرًا واحدًا بعد مقدَمهم؛ فأبى أن يدَعها شيئًا يسمَّى؛ وإنما يريدون بذلك فيما يُظْهِرُون أن يسلَموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أنْ يروّعوا قومهم بهدمها حتى يدخلَهم الإسلام- فأبى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك إلَّا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فيهدماها؛ وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يُعفيَهم من الصلاة، وأن يكسروا أوثانهم بأيديهم؛ فقال رسول الله: أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنُعْفيكم منه؛ وأما الصَّلاة فلا خيرَ في دين لا صلاة فيه؛ فقالوا: يا محمد! أما هذه فسنؤتيكها وإن كانت دناءة (١). (٣: ٩٩).

٣٥٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عُتْبة، قال: فلمَّا خرجوا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوجّهوا إلى بلادهم راجعين؛ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة في هدْم الطاغية، فخرجا مع القوم؛ حتى إذا قدِموا الطائف أراد المغيرة أن يقذَم أبا سفيان، فأبى ذلك أبو سفيان عليه، وقال: ادخل أنتَ على قومك؛ وأقام أبو سفيان بماله بذي الهَدْم، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمِعْوَل، وقام قومه دونه - بنو مُعتِّب - خَشْيَةَ أن يُرْمَى أو يصاب كما أصيب عُروة، وخرج نساءُ ثقيف حُسَّرًا يبكين عليها ويقلن:

ألا ابْكِيَنْ دَفَّاعْ ... أَسْلَمَهَا الرُّضَّاع

لم يُحْسِنُوا المِصَاع

قال: ويقول أبو سفيان والمغيرة يضربها بالفأس: واهًا لك! واهًا لك! فلما


(١) هذا الخبر من قول ابن إسحاق بلاغًا (السيرة النبوية لابن هشام). وفي متنه أمور؛ منها قول ابن إسحاق (حتى اكتتبوا كتابهم) ولقد أخرج أبو عبيد من مرسل عروة (وبسند ضعيف إلى عروة) حديثًا وفيه: أنه كتب كتابًا لثقيف. (كتاب الأموال ٢٤٧).
ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في دين لا صلاة فيه" فقد أخرجه الطبري هنا عن ابن إسحاق بلاغًا.
وقال المحدث الألباني عن هذه الرواية: ضعيف ذكره ابن هشام (٢/ ٣٢٥ - ٣٢٦) عن ابن إسحاق معضلًا، والجملة الأخيرة وصلها أبو داود (٢/ ٤٢) وأحمد (٥/ ٢١٨) عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص مرفوعًا نحوها. ورجاله ثقات لكن الحسن وهو البصري مدلس وقد عنعنه. اهـ. (السيرة النبوية / ٤٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>