للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان جرير مُمِدًّا له، وكتب إلى عِصمة ومَن معه، وكان ممِدًّا له بمثل ذلك، وإلى كل قائد أظلَّه بمثل ذلك، وقال: خذوا على الجَوْف، فسلكوا القادسيَّة والجَوْف، وسلك المثنَّى وسط السَّواد، فطلع على النَّهرين ثم على الخوَرْنَق، وطلع عصمة على النَّجَف، ومَن سلك معه طريقه، وطلع جرير على الجوْف ومَن سلك معه طريقه، فانتهوْا إلى المثنَّى، وهو على البُويب، ومِهران من وراء الفرات بإزائه، فاجتمع عسكر المسلمين على البُويب ممَّا يلي موضع الكوفة اليوم، وعليهم المثنّى وهم بإزاء مِهران وعسكره. فقال المثنّى لرجل من أهل السواد: ما يقال للرُّقْعة التي فيها مِهران وعسكره؟ قال: بَسُوسْيا. فقال: أكْدَى مِهران وهلك! نزل منزلًا هو البَسوس، وأقام بمكانه حتى كاتبه مِهران: إمّا أن تعبُروا إلينا، وإمّا أن نعبَر إليكم؛ فقال المثنَّى: اعبُروا؛ فعبر مِهْران، فنزل على شاطئ الفرات معهم في الملطاط، فقال المثنّى لذلك الرجل: ما يُقال لهذه الرقعة التي نزلها مِهران وعسكره؟ قال: شُوميا - وذلك في رمضان - فنادى في الناس: انهدوا لعدوّكم، فتناهدوا، وقد كان المثنى عَبَّى جيشه، فجعل على مجنَّبتيه مذعورًا والنُّسَير، وعلى المجرّدة عاصمًا، وعلى الطلائعِ عِصْمة، واصطفّ الفريقان؛ وقام المثنَّى فيهم خطيبًا، فقال: إنكم صُوّام؛ والصوم مَرَقَّة ومَضعفة؛ وإنّي أرى من الرأي أن تُفطِروا ثم تقوَوْا بالطعام على قتال عدوّكم. قالوا: نعم، فأفطروا؛ فأبصر رجلًا يستوفز ويستنتلِ من الصّفّ، فقال: ما بال هذا؟ قالوا: هو ممَّنّ فرّ من الزّحف يوم الجِسر؛ وهو يريد أن يستقتِل، فقرعه بالرّمح، وقال: لا أبالك! الزَمْ موقفَك، فإذا أتاك قِرنك فأغْنِه عن صاحبك ولا تستقتل، قال: إني بذلك لَجدير، فاستقرّ، ولزم الصّفّ (١). (٣: ٤٦٠/ ٤٦١ / ٤٦٢).

١٠٩ - كتب إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن أبي إسحاق الشيبانيّ بمثله (٢). (٣: ٤٦٢).

١١٠ - كتب إليّ السريّ بن يحيى، عن شُعيب بن إبراهيم، عن سيف بن


(١) إسناده ضعيف وسنتحدث عنه بعد سرد هذه الروايات.
(٢) إسناده ضعيف وسنتحدث عنه بعد سرد هذه الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>