عمر، عن عطيَّة والمجالد بإسنادهما، قالا: وقدما على عُمر غُزاة بني كنانة والأزْد في سبعمئة جميعًا، فقال: أيّ الوجوه أحبّ إليكم؟ قالوا: الشأم، أسلافنا أسلافنا! فقال: ذلك قد كُفيتموه؛ العراقَ العراقَ! ذَرُوا بلدة قد قَلَّل الله شوكتها وعددَها، واستقبلوا جهاد قوم قد حوَوْا فنون العيش، لعلّ الله أن يورثَكم بقِسْطكم من ذلك فتعيشوا مع مَن عاش من الناس، فقال غالب بن عبد الله الليثيّ وعرفجة البارقيّ، كلّ واحد منهما لقومه، وقاما فيهم: يا عشيرتاه! أجيبوا أميرَ المؤمنين إلى ما يرى، وأمضوا له ما يُسكنكم. قالوا: إنَّا قد أطعناك وأجبنا أميرَ المؤمنين إلى ما رأى وأراد. فدعا لهم عمر بخير وقاله لهم، وأمَّر على بني كنانة غالب بن عبد الله وسرّحه، وأمَّر على الأزْد عَرْفجة بن هَرْثمة وعامَّتُهم من بارق، وفرحوا برجوع عَرْفجة إليهم. فخرج هذا في قومه، وهذا في قومه، حتى قدما على المثنّى (١). (٣: ٤٦٣).
١١١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سَيف، عن محمد وعمرو بإسنادهما، قالا: وجاء رِبْعِيّ في أنَاس من بني حنظلة، فأمَّره عليهم وسرّحهم، وخرجوا حتى قدم بهم على المثنَّى، فرأس بعده ابنه شَبَث بن رِبْعيّ، وقدم عليه أناسٌ من بني عمرو، فأمَّر عليهم رِبْعِيّ بن عامر بن خالد العَنُود، وألحقه بالمثنَّى، وقدم عليه قومٌ من بني ضبَّة، فجعلهم فرقتين، فجعل على إحدى الفرقتين ابن الهَوْبَر، وعلى الأخرى المنذر بن حسَّان، وقدم عليه قُرْط بن جمَّاع في عبد القيس، فوجَّهه، وقالوا جميعًا: اجتمع الفيرزان ورستَم على أن يبعثَا مِهْران لقتال المثنَّى واستأذنا بُوران - وكانا إذا أرادَا شيئًا دنَوَا من حجابها حتى يكلّماها به - فقالا بالذي رأيا وأخبراها بعدد الجيش - وكانت فارس لا تُكثِر البعوث؛ حتى كان من أمر العرب ما كان - فلمَّا أخبراها بكثرة عدد الجيش، قالت: ما بالُ أهلِ فارس لا يخرجون إلى العرب كما كانوا يخرجون قبل اليوم؟ وما لكما لا تبعثان كما كانت الملوك تبعث قبل اليوم! قالا: إنَّ الهيبة كانت مع عدوّنا يومئذ، وإنها فينا اليوم؛ فمالأتْهما وعرفت ما جاءاها به، فمضى مِهْران في جنده حتى نزلَ من دون الفرات والمثنّى وجنده على شاطئ الفرات؛ والفرات بينهما؛ وقدم أنس بن هلال النَّمَرِيّ ممدًّا للمثنَّى في أناس من النَّمِر نصارى