للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجلّاب جلبوا خيلًا، وقدم ابن مِرْدَى الفِهْريّ الثغلبيّ في أناس من بني تَغْلِب نصارى وجلّاب جلبوا خيلًا - وهو عبد الله بن كُلَيب بن خالد - وقالوا حين رأوا نزولَ العرب بالعجم: نقاتل مع قومنا، وقال مهران: إمَّا أن تعبُروا إلينا، وإمّا أن نعبُر إليكم، فقال المسلمون: اعبُروا إلينا، فارتحلوا من بَسُوسْيا إلى شُومِيا، وهي موضع دار الرّزق (١). (٣: ٤٦٤/ ٤٦٥).

١١٢ - كتب إليَّ السَّريّ عن شُعيب، عن سيف، عن عبيد الله بن مُحَفِّز، عن أبيه: أنّ العَجم لمَّا أذِن لهم في العبور ونزلوا شوميا موضع دار الرّزق، فتعبَّوْا هنالك؛ فأقبلوا إلى المسلمين في صُفوف ثلاثة مع كلّ صفّ فيل، ورَجْلُهم أمام فيلهم، وجاؤوا ولهم زَجَل، فقال المثنَّى للمسلمين: إنّ الَّذي تسمعون فَشَل، فالزموا الصَّمْت وائتمِروا هَمْسًا، فدنوا من المسلمين وجاؤوهم من قِبَل نهر بني سُليم نحو موضع نهر بني سُلَيم، فلمَّا دنوا زحفوا، وصُفَّ المسلمون فيما بين نهر بني سليم إليوم وما وراءها (٢). (٣: ٤٦٥).

١١٣ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمَّد وطلحة، قالا: وكان على مجنَّبتَي المثنَّى وبُسْر بن أبي رُهْم، وعلى مجرَّدته المُعنَّى، وعلى الرَّجْل مسعود، وعلى الطلائع قبل ذلك اليوم النُّسَير، وعلى الرّدء مذعور؛ وكان على مجنبتي مِهران ابنُ الآزاذبه مرزُبان الحيرة ومَرْدانْشاه. ولمّا خرج المثنّى؛ طاف في صفوفه يعهد إليهم عهدَه، وهو على فرسه الشَّمُوس - وكان يُدعَى الشَّموس من لين عريكته وطهارته، فكان إذا ركبه قاتَل؛ وكان لا يركبه إلّا لقتال ويدَعُه ما لم يكن قتال - فوقف على الرّايات رايةً رايةَ يحضّضهم، ويأمرهم بأمرِه، ويهزّهم بأحسن ما فيهم، تحضيضًا لهم، ولكلّهم يقول: إنّي لأرجو ألا تُؤتَى العرب اليوم من قِبَلكم؛ والله ما يسرُّني اليوم لنفسي شيء إلّا وهو يسرّني لعامّتكم؛ فيجيبونه بمثل ذلك، وأنصفهم المثنَّى في القول والفعل، وخلَط النَّاس في المكروه والمحبوب؛ فلم يستطع أحدٌ منهم أن يعيب له قولًا ولا عملًا، ثم قال: إنَي مكبّر ثلاثًا فتهيّؤوا؛ ثم احمِلوا مع الرابعة، فلمَّا كبَّر أوّل تكبيرة أعجلهم أهل فارس وعاجلوهم فخالطوهم مع أوّل تكبيرة؛ وركدت حَرْبُهم


(١) إسناده ضعيف وسنذكر ما يقويه بعد قليل.
(٢) إسناده ضعيف وسنتحدث عنه بعد سرد الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>