للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فما أدري أيّهما كان أعجبَ!

زاد عبد الله في حديثه، عن أبي عليّ، قال: فذاكرت بهذا الحديث مُصعبَ بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزُّبَيْر، فقال: قد سمعتُه من أبي عليّ نحوَ الذي ذكرت له، ولم أحفظ إسنادَه (١). [٥: ٤٧٦].


(١) لرواية الطبري هذا ما يؤيدها، ولكن بألفاظ مختلفة والمعنى واحد (تثاقل ابن الزبير عن طاعة يزيد)، فقد أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٣٣١) بسند حسن من طريق شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه والحاكم في المستدرك (٣/ ٥٤٩) من طريق سعيد بن أبي إسحاق السبيعي ثنا هشام بن عروة عن أبيه أن يزيد بن معاوية كتب إلى عبد الله بن الزبير إني قد بعثت إليك بسلسلة من فضة وقيد من ذهب وجامعة من فضة وحلفت لتأتيني في ذلك قال: فألقى الكتاب وقال:
لا ألين لغير الحق أنملة ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
وأخرج الفاكهي ثني أبو بكر محمد بن صالح قال: ثنا علي بن عبد الله قال: ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن مصعب عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد العزيز بن مروان قال: "بعث يزيد بن معاوية بن عضاه الأشعري وعبد الله بن مسعدة الفزاري وبعث الوقوف ببرنس من خز وجامعة ليؤتى بابن الزبير ليبر بيمينه". [أخبار مكة (ح ١٦٥٣)].
وعن عروة بن الزبير قال: "لما مات معاوية تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية أظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأقسم لا يؤتى به إلّا مغلولًا وإلّا أرسل إليه فقيل لابن الزبير ألّا نصنع لك أغلالًا من فضة تلبس عليها الثوب وتبرّ قسمه فالصلح أجمل بك قال: فلا أبر الله بقسمه ثم قال:
ولا ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
ثم قال: والله لضربة بسيف في عز أحب إليَّ من ضربة بسوط في ذل، ثم نظر إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية. اهـ.
[جزء من خبر رواه الطبراني، وقال الهيثمي: وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره. [مجمع الزوائد (٧/ ٢٥٥)].
قلنا: وبعض أئمة الحديث يفرقون بين عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي والذماري، فالشامي منكر الحديث، وأما الذماري فقد قال أبو حاتم شيخ وسكت عنه البخاري وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ: صدوق كان يصحف والله أعلم.
وأخرج خليفة بن خياط قال: حدثنا أبو الحسن عن بقية بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل مكة أرادوا ابن الزبير على البيعة فأبى أرسل النعمان بن بشير الأنصاري وهمام بن قبيصة النميري إلى ابن الزبير يدعوانه إلى البيعة ليزيد على أن يجعل =

<<  <  ج: ص:  >  >>