للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال إلياس: اللهمّ إن بني إسرائيل قد أبوْا إلا الكفر بك، والعبادة لغيرك، فغيِّر ما بهم من نعمتك. أو كما قال (١). (١: ٤٦١/ ٤٦٢).

٧٢٨ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: ذكر لي: أنه أوحي إليه: إنّا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك؛ حتى تكون أنت الذي تأمر في ذلك. فقال إلياس: اللهمّ فأمسِكْ عنهم المطر! فحبس عنهم ثلاث سنين حتى هلَكت الماشية والدوابّ والهوامّ والشجر، وجَهِد الناس جهدًا شديدًا.

وكان إلياس -فيما يذكرون- حين دعا بذلك علي بني إسرائيل قد استخفي شفقًا علي نفسهِ منهم، وكان حيث ما كان وضع له رزق، فكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في دار أو بيت قالوا: لقد دخل إلياس هذا المكان، فطلبوه، ولقي أهل ذلك المنزل منهم شرًّا. ثم إنه أوي ليلة إلي امرأة من بني إسرائيل، لها ابن يقال له: اليسع بن أخطوب، به ضُرٌّ، فآوته وأخفت أمرَه، فدعا إلياس لابنها فعوفي من الضُّرِّ الذي كان به، واتبعه اليسع فآمن به وصدّقه ولزمه، فكان يذهب معه حيثما ذهب، وكان إلياس قد أسنّ وكِبر، وكان اليسع غلامًا شابًّا. فيزعمون -والله أعلم-: أن الله أوحي إلي إلياس: إنك قد أهلكت كثيرًا من الخلق ممن لم يعصِ، سوى بني إسرائيل ممن لم أكن أريد هلاكه بخطايا بني إسرائيل من البهائم والدوابّ والطير والهوامّ والشجر، بحبس المطر عن بني إسرائيل. فيزعمون -والله أعلم-: أن إلياس قال: أي ربّ! دعني أكن أنا الذي أدعو لهم به، وأكن أنا الذي آتيهم بالفرج مما هم فيه من البلاء الذي أصابهم، لعلهم أن يرجعوا وينزعوا عما هم عليه من عبادة غيرك. قيل له: نعم، فجاء إلياس إلي بني إسرائيل، فقال لهم: إنكم قد هلكتم جهدًا، وهلكت البهائم والدوابّ والطير والهوام والشجر بخطاياكم، وأنكيم علي باطل وغرور -أو كما قال لهم- فإنْ كنتم تحبُّون أن تعلموا ذلك وتعلموا أن الله عليكم ساخط فيما أنتم عليه، وأن الذي أدعوكم إليه الحق، فاخرجوا بأصنامكم هذه التي تعبدون وتزعمون أنها خير مما أدعوكم إليه، فإن استجابت لكم؛ فذلك كما تقولون، وإن هي لم تفعل؛ علمتم أنكم علي باطل فنزعتم، ودعوت الله ففرّج عنكم ما أنتم فيه من البلاء. قالوا:


(١) شيخ الطبري ضعيف واتهمه بعضهم بالكذب وفي متنه من الإسرائيليات ما فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>