للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأراه يؤتَى إليه عظيم. ثم قال عكرمة: وسمعت ابنَ عباس يقول: قال لي عثمان: يا بنَ عباس! اذهب إلى خالد بن العاص وهو بمكة، فقل له: يقرأ عليك أمير المؤمنين السلام، ويقول لك: إني محصور منذ كذا وكذا يومًا، لا أشرب إلّا من الأُجَاج من داري، وقد مُنعتُ بئرًا اشتريتها من صُلْب مالي، رُومةَ؛ فإنما يشربها الناس ولا أشرب منها شيئًا، ولا آكل إلّا مما في بيتي، منعت أن آكل مما في السوق شيئًا وأنا محصور كما ترى؛ فاؤمره وقل له: فليحج بالناس؛ وليس بفاعِل؛ فإنْ أبى فاحجُج أنت بالناس.

فقدمت الحج في العَشْر، فجئت خالد بن العاص، فقلت له ما قال لي عثمان، فقال لي: هل طاقة بعداوة مَن ترى؟ فأبى أن يحجّ وقال: فحُجّ أنت بالناس: فأنت ابن عمّ الرجل؛ وهذا الأمر لا يُفضي إلّا إليه -يعني عليًّا- وأنت أحقّ أن تحمل له ذلك، فحججت بالناس، ثم قفلت في آخر الشهر، فقدمت المدينة وإذا عثمان قد قتل؛ وإذا الناس يتواثبون على رَقَبة علي بن أبي طالب. فلما رآني عليّ ترك الناس، وأقبل على فانتجاني، فقال: ما ترى فيما وقع؟ فإنه قد وقع أمر عظيم كما ترى لا طاقة لأحد به؛ فقلت: أرى أنه لا بدّ للناس منك اليوم؛ فأرى أنه لا يبايَع اليوم أحدٌ إلّا اتُّهم بدم هذا الرجل، فأبى إلّا أن يبايَع، فاتُّهم بدمه (١). (٤: ٤٠٥/ ٤٠٦/ ٤٠٧).

٨٦٤ - قال محمد: فحدّثني ابنُ أبي سَبْرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عكرمة، قال: قال ابنُ عباس: قال لي عثمان رضي الله عنه؛ إني قد استعملتُ خالد بن العاص بن هشام على مكة؛ وقد بلغ أهلَ مكة ما صنع الناس؛ فأنا خائف أن يمنعوه الموقف فيأبى، فيقاتلهم في حرَم الله جلّ وعز وأمنه. وإن قومًا جاؤوا من كلّ فجّ عميق، ليشهدوا منافع لهم؛ فرأيت أن أولِّيَك أمر الموسم. وكتب معه إلى أهلِ الموسم بكتاب يسألهم أن يأخذوا له بالحقّ ممن حصره. فخرج ابنُ عباس، فمرَّ بعائشة في الصُّلصُل؛ فقالت: يا بنَ عباس! أنشدك الله -فإنك قد أعطِيت لسانًا إزعيلًا- أن تخذل عن هذا الرجل، وأن تشكّك فيه الناس! فقد بانت لهم بصائرهم وأنهجت، ورفعت لهم المنار، وتحلّبوا من البلدان لأمر قد


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>