للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُمّ؛ وقد رأيت طلحة بن عبيد الله قد أتخذ على بيوت الأموال والخزائن مفاتيحَ، فإن يَلِ يَسِرْ بسيرة ابن عمه أبي بكر، قال: قلتُ يا أمّهْ لو حدث بالرّجل حدث ما فزع الناس إلّا إلى صاحبنا. فقالت: إيهًا عنك! إني لست أريدُ مكابرتك، ولا مجادلتك.

قال ابن أبي سَبْرة: فأخبرني عبد المجيد بن سهيل: أنه انتسخ رسالة عثمان التي كتب بها من عكرمة، فإذا فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله عثمان أمير المؤمنين إلى المؤمنين والمسلمين؛ سلام عليكم، فإنّي أحمَد الله إليكم الذي لا إله إلا هو؛ أمّا بعد؛ فإنّي أذكّركم بالله جلّ وعزّ الذي أنعم عليكم، وعلّمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأنقذكم من الكفر، وأراكم البيّنات، وأوسع عليكم من الرزق، ونصركم على العدوّ، وأسبغ عليكم نعمته؛ فإنّ الله عزّ وجلّ يقول وقوله الحق: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}. وقال عزّ وجلّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)}. {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} إلى قوله: {لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وقال وقوله الحقّ: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} وقال وقوله الحق: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ} إلى قوله: {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨)} وقوله عزّ وجلّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وقال وقوله الحقّ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} إلى {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وقال وقوله الحقّ: {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} إلى قوله: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وقال وقوله الحق: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} إلى {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} وقال وقوله الحق: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلى قوله: {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وقال وقوله الحق: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} إلى {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

أما بعد، فإنّ الله عزّ وجلّ رضي لكم السمع، والطاعة، والجماعة، وحذّركم المعصية، والفُرقة، والاختلاف، ونبّأكم ما قد فعله الذين من قبلكم، وتقدّم إليكم فيه ليكون له الحُجةُ عليكم إن عصيتموه، فاقبلوا نصيحة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>