أَرْمي بسهْمِي من رماكَ بسَهْمِهِ ... وعدُوّ من عادَيتَ غَيْرُ مكَذَّبِ
أسدُ بن عبدِ اللهِ جَلَّلَ عفوُهُ ... أهلَ الذنوبِ فكَيف من لم يُذْنِبِ!
أجعلتَنِي للبُرْجُمِي حَقِيبَةً ... والبُرْجُمِي هو اللئيمُ المُحْقَبُ
عبدٌ إذا استَبقَ الكِرامُ رأَيتَهُ ... يأْتي سُكَينًا حاملًا في الموكِبِ
إني أعُوذُ بقَبْرِ كرز أَن أرَى ... تبعًا لِعبْدٍ من تَميمٍ مُحْقَبِ
[٧/ ٥١].
وكان أول من اتخذ الرابطة بخراسان واستعمل على الرابطة عبد الملك بن دثار الباهليّ، وتولى أشرس صغير الأمور وكبيرها بنفسه.
قال: وكان أشرس لما قدم خراسان كبَّر الناس فرحًا به، فقال رجل:
لَقَدْ سَمِعَ الرَّحْمنُ تكْبِيرَ أُمَّةٍ ... غداةَ أتاها من سليمٍ إِمامُها
إِمامُ هُدى قوَّى لهم أمرهُمْ بهِ ... وكانت عجافًا ما تُمِخُّ عظامُها
وركب حين قدم حمارًا، فقال له حيّان النبطيّ: أيها الأمير: إن كنت تريد أن تكون والي خراسان فاركب الخيل، وشدّ حزام فرسك، وألزم السوط خاصرته حتى تقدم النار، وإلّا فارجع، قال: أرجع إذن. ولا أقتحم النار يا حيّان، ثم أقام وركب الخيل.
قال عليّ: وقال يحيى بن حُضَين: رأيتُ في المنام قبل قدوم أشرس قائلًا يقول: أتاكم الوعْر الصّدر، الضّعيف الناهضة، المشؤوم الطائر، فانتبهت فزعًا ورأيت في الليلة الثانية: أتاكم الوعْر الصدر، الضعيف الناهضة، المشؤوم الطائر، الخائن قومه، جغر، ثم قال:
لقد ضاعَ جيشٌ كانَ جَغرٌ أميرَهُم ... فَهَل من تلافٍ قبل دَوْس القبَائِلِ!
فإن صُرفَتْ عَنْهم به فَلِعَلَّةٍ ... وإلا يكونوا من أحاديثِ قائلِ
وكان أشرس يلقب جَغْرًا بخراسان. [٧/ ٥٢ - ٥٣].
وقال الواقديّ: خطب الناس إبراهيم بن هشام بمنى في هذه السنة الغد من يوم النحر بعد الظهر. فقال سلوني، فأنا ابن الوحيد، لا تسألون أحدًا أعلَم مني، فقام إليه رجل من أهل العراق فسأله عن الأضحية؛ أواجبةٌ هي أم لا؟ فما دري أيّ شيء يقول له! فنزل. [٧/ ٥٣].