للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمثنَّى: أحدهما أنباريّ، والآخر حيريّ يدلّه كلّ واحد منهما على سوق، فأما الأنباري فدلَّه على الخَنَافس، وأمَّا الحيريّ فدلَّه على بغدادء فقال المثنَّى: أيّتُهما قبل صاحبتها؟ فقالوا: بينهما أيّام، قال: أيّهما أعجل؟ قالوا: سوق الخنافس سوق يتوافى إليها الناس، ويجتمع بها ربيعة وقضاعة يخفرونهم. فاستعدّ لها المثنَّى؛ حتى إذا ظنّ أنه مُوافيها يوم سوقِها ركب نحوهم، فأغار على الخنَافس يوم سُوقها، وبها خَيْلان من ربيعة وقضاعة، وعلى قضاعة رُومانس بن وَبَرَة، وعلى ربيعة السَّليل بن قيس وهم الخُفراء، فانتسف السّوق وما فيها، وسَلَب الخفراء، ثم رجع عَوْدَه على بدْئه حتى يطرق دهاقين الأنبار طروقًا في أوّل النهار يومَه، فتحصّنوا منه، فلمَّا عرفوه نزلُوا إليه فأتوْه بالأعلاف والزاد؛ وأتوْه بالأدلّاء على بغداد؛ فكان وجهُه إلى سوق بغْداد، فصبَّحهم والمسلمون يمخرون السَّواد والمثنَّى بالأنبار، ويشنُّون الغارات فيما بين أسفل كَسْكر وأسفل الفرات وجسور مِثْقَب إلى عين التَّمر وما والاها من الأرض في أرض الفلاليج والعال (١). (٣: ٤٧٣/ ٤٧٢).

٢٢٥ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عبيد الله بن محفِّز، عن أبيه، قال: قال رجلٌ من أهل الحيرة للمثنّى: ألا ندلّك على قرية يأتيها تجَّار مدائن كسرى والسَّواد، وتجتمع بها في كلّ سنة مرّة ومعهم فيها الأموال؛ كبيت المال؛ وهذه أيام سوقهم، فإن أنت قدرت أن تُغيرَ عليهم وهم لا يشعرون أصبتَ فيها مالًا يكون غَناء للمسلمين؛ وقَووا به على عدوّهم دهرَهم؛ قال: وكم بين مدائن كسرى وبينها؟ قال: بعض يوم أو عامَّة يوم، قال: فكيف لي بها؟ قالوا: نأمرك إنْ أردتَها أن تأخذ طريق البرّ، حتى تنتهيَ إلى الخنافس، فإنّ أهل الأنبار سيضربون إليها، ويخبرون عنك فيأمنون، ثم تعوج على أهل الأنبار فتأخذ الدهاقين بالأدلّاء، فتسير سواد ليلتك من الأنبار حتى تأتيَهم صُبحًا فتُصبّحهم غارةً.

فخرج من ألّيس حتى أتَى الخَنَافس، ثم عاج حتى رجع على الأنبار، فلمَّا أحسَّه صاحبها تحصّن وهو لا يدري من هو؛ وذلك ليلًا؛ فلمّا عرفه نزل إليه فأطمعه المثنَّى، وخوّفه واستكتمه، وقال: إنّي أريدُ أن أغيرَ فابعث معي الأدلّاء


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>