للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى جند أهل الكوفة سلمان بن ربيعة الباهليّ، فشنُّوا الغاراتِ على أرض الروم، فأصاب الناس ما شاؤوا من سبْي، وملؤوا أيديَهم من المغنم، وافتتحوا بها حصونًا كثيرة (١). (٤: ٢٤٧/ ٢٤٨).

٦٧٤ - وزعم الواقديّ: أنّ الذي أمدّ حبيب بن مسلمة بسلمان بن ربيعة كان سعيد بن العاص، وقال: كان سبب ذلك: أنّ عثمان كتب إلى معاوية يأمره أن يُغزِيَ حبيبَ بن مسلمة في أهل الشأم أرمينيَة، فوجّهه إليها، فبلغ حبيبًا: أن الموريان الروميّ قد توتجه نحوه في ثمانين ألفًا من الروم والتُّرك، فكتب بذلك حبيب إلى معاوية، فكتب معاوية به إلى عثمان، فكتب عثمان إلى سعيد بن العاص يأمره بإمداد حبيب بن مسلمة، فأمدّه بسلمان بن ربيعة في ستة آلاف، وكان حبيب صاحب كَيْد، فأجمع على أن يبيّت المَوْريان، فسمعتْه امرأته أمّ عبد الله بنت يزيد الكلْبيّة يذكر ذلك، فقالت له: فأين موعدك؟ قال: سرادق المَوْريان، أو الجنّة، ثم بيّتهم، فقتل من أشرف له، وأتى السُّرادق فوجد امرأته قد سبقت؛ وكانت أوّل امرأة من العرب ضُرِب عليها سرادق، ومات عنها حبيب، فخلفَ عليها الضَّحَّاك بن قيس الفهريّ، فهي أمّ ولده (٢). (٤: ٢٤٨/ ٢٤٩).

واختُلف فيمن حجّ بالناس في هذه السنة، فقال بعضهم: حجّ بالناس في هذه السنة عبد الرحمن بن عوف بأمر عثمان؛ كذلك قال أبو معشر والواقديّ. وقال آخرون: بل حجّ في هذه السنة عثمان بن عفان.

وأما الاختلاف في الفتوح التي نسبها بعض الناس إلى أنها كانت في عهد عمر، وبعضهم إلى أنها كانت في إمارة عثمان، فقد ذكرتُ قبلُ فيما مضى من


(١) إسناده تالف، ولكن أصل القصة في تولية الوليد بن عقبة إمارة الكوفة في عهد سيدنا عثمان - رضي الله عنه - وغزوه لأذربيجان ذكرها البلاذري في فتوحه قال: وحدثني المدائني عن عبد الله بن القاسم عن فروة بن لقيط قال: لما قام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - استعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط فعزله عتبة عن أذربيجان فنقضوا، فغزاهم الوليد سنة (٢٥) وعلى مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي، فأغار على أهل موقان والبير والطيلسان فغنم وسبق وطلب أهل كور أذربيجان الصلح، فصالحهم على صلح حذيفة (فتوح البلدان/ ٤٥٨) والله أعلم.
(٢) الواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>