للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الإسلام / أحداث ووفيات / ١٢١ - ١٤٠ هـ / ٢٨٣].
وأخرج البلاذري حدثني محمد بن أنس الأسدي عن ابن كناسة الأسدي قال: قدم رصافة هشام رجل من بني أسد، ثم من بني فقعس على هشام، فدخل عليه حين جلس للعامة، فقال: يا أمير المؤمنين أتت علينا سنونٌ ثلاثٌ أجحفت بالأموال ونحبت قلوب الرجال، فأما الأولى منهنّ فأذابت الشحم، وأما الثانية فَنَحَضَتِ اللحم، وأما الثالثة فهاضت العظم، وفي أيديكم فضول أموال، فإن تكن لله فبثوها في عباد الله، وإن تكن لهم فعلام تحظرونها عنهم وتمنعونها ذوي خلّتهم، وإن تكن لكم فتصدقوا فـ {إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} قال هشام: هذه حاجتك في خاصتك، فما حاجتك في عامتك؟ قال: ما لي حاجة في خاصة دون عامة، فكتب هشام إلى خالد بن عبد الله أن أنفق على من أقحمته السنة حتى يأتي الله بالحيا والخصب. وكتب بمثل ذلك إلى إبراهيم بن هشام عامله بالمدينة فأنفقا، فاحتسب بألفي ألف درهم، واحتسب إبراهيم بسبعين ألف دينار فسميت السنة سنة خالد. [كتاب جمل من أنساب الأشراف / ٨/ ٣٥٨٤].
وأخرج البلاذري: حدثنا محمد بن الأعرابي عن المفضّل الضبيّ قال: دخل قرواش بن حبيب على هشام في غمار الناس فقال: إنا أنضاء سفر، وفَلّ سنة، وعندكم أموال فإن تكن لله فبثوها في عباد الله، وإن تكن لهم فعلام تمنعونهم إياها، وإن تكن بينكم وبينهم فقد أسأتم الأثرة وتركتم النِّصْفَة. فقال هشام: نحن أقفال عند الله مفاتيحها، فإذا أذن في شيء فتحنا له [المصدر السابق / ٨/ ٣٥٨٠].
وأخرج البسوي من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه عن جده قال (كنت عند هشام بن عبد الملك جالسًا فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر رحم الله عمر - نزعها ... الخبر وفيه قال (أي هشام) والله إن فيك لعجبًا تذكر من أقطع جدك ومن أقرها في يده فلا ترحّم عليه وتذكر من نزعها فترحّم عليه فأنا قد أمضينا ما صنع عمر- رحم الله عمر - قُمْ) المعرفة والتأريخ ١/ ٦٠٤.
٣ - تواضع هشام بن عبد الملك للعلماء والعامة على حد سواء:
أ - أخرج ابن الجوزي من طريق عمير بن مرداس قال ثنا الحميدي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله فقال له يا سالم: سلني حاجة فقال له إني لأستحي من الله أن أسأل في بيت الله غيره فلما خرج في أثره فقال له: الآن قد خرجت فسلني حاجة فقال له سالم من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة فقال من حوائج الدنيا فقال له ما سألت من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها [المنتظم ٧/ ١١٤].
ب - وأخرج البسوي قال: ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان بن عيينة حدثني أبي قال حجّ هشام بن عبد الملك فطاف في البيت ومعه سالم بن عبد الله فأراد أن يدخل الحجر فزاحمه =

<<  <  ج: ص:  >  >>