للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق عليك أن تعرض عليّ بعض ما صار إليك، وأخاف أن يزيّن له حسان النّبطيّ ما لا تستطيع إدراكه، فاغتنم هذه الفترة. قال: أنا ناظر في ذلك فانصرف راشدًا، فانصرف بلال وهو يقول: كأنكم بهذا الرجل قد بُعث إليه رجل بعيد أتيّ (١)، به حمَز (٢)، بغيض النفس سخيف الدِّين، قليل الحياء، يأخذه بالإِحَن والترات، فكان كما قال.

قال ابن عياش: وكان بلال قد اتخذ دارًا بالكوفة، وإنما استأذن خالدًا لينظر إلي داره، فما نزلها إلّا مقيّدًا، ثم جُعلت سِجْنًا إلي اليوم.

قال ابن عيّاش: كان خالد يخطب فيقول: إنكم زعمتم أنّي أُغْلِي أسعاركم؛ فعلي مَن يغليِها لعنة الله! وكان هشام كتب إلي خالد لا تبيعنّ من الغّلات شيئًا حتي تباع غلّات أمير المؤمنين حتي بلغت كيلجة درهمًا (٣).

قال الهيثم، عن ابن عياش: كانت ولاية خالد في شوال سنة خمس ومئة ثم عزل في جُمادي الأول سنة عشرين ومئة. [٧/ ١٥٢ - ١٥٤].

* * *

وقيل: إنّ يوسف لما قدم العراق أراد أن يولِّيَ خراسان سَلْم بن قُتيبة، فكتب بذلك إلي هشام، ويستأذنه فيه، فكتب إليه هشام: إنّ سلم بن قتيبة رجل ليس له بخراسان عشيرة؛ ولو كان له بها عشيرة لم يقتَل بها أبوه.

وقيل إنّ يوسف كتب إلي الكِرماني بولاية خُراسان مع رجل من بني سُليم وهو بمَرْو؛ فخرج إلي الناس يخطبهم، فحمِد الله وأثني عليه، وذكر أسدًا وقدومه خراسان، وما كانوا فيه من الجهد والفتنة، وما صُنع لهم علي يديه، ثم ذكر أخاه خالدًا بالجميل، وأثني عليه؛ وذكر قدوم يوسف العراق، وحثّ الناس علي الطاعة ولزوم الجماعة، ثم قال: غفر الله للميت -يعني أسدًا- وعافي الله المعزول، وبارك للقادم. ثم نزل [٧/ ١٥٤].


(١) الآتيّ: الدخيل في القوم. القاموس المحيط ص ١٦٢٤.
(٢) الحمز: الشدة. القاموس المحيط ص ٦٥٤.
(٣) الكيلجة: مكيال عندهم. القاموس المحيط ص ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>