للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحذَّرنا نارًا! وأمَّا الذي كان بينك وبين عمرو فإنّ عَمرًا ابن عمك، وأنت أعلَم وما صنعت، وقد وَصَل عمرو إلى الله وكفَى بالله حسيبًا، ولَعَمري لئن أخذتَنا بما كان بينك وبينَه لبطن الأرض خيرٌ لنا من ظَهرها، فرِقّ لهم عبدُ الملك رقَّة شديدة، وقال: إنّ أباكم خيَّرني بين أن يقتُلني أو أقتله، فاخترتُ قتلَه على قتلي، وأمَّا أنتم فما أرغبني فيكم، وأوصلني لقرابتكم، وأرعاني لحقَكم! فأحسن جائزتَهم، ووصَلهم وقرّبهم.

وذكر أنّ خالد بن يزيدَ بنَ معاوية قال لعبد الملك ذات يوم: عجبٌ منك مِن عمرو بن سعيد، كيف أصبت غِرّته فقتلَته! فقال عبد الملك:

دَانَيتُه مِنِّي لِيَسكنَ رُوعُه ... فأَصُولَ صَولةَ حازِمٍ مسْتَمكنِ

غَضَبًا ومحمِيةً لدِيني إِنَّه ... ليسَ المُسِيءُ سبيلُه كالمُحسِن

قال عَوانة: لقيَ رجلٌ سعيدَ بن عمرو بن سعيد بمكَّة، فقال له: وربّ هذه البَنِيَّةَ، ما كان في القومَ مثل أبيك، ولكنهَّ نازع القوم ما في أيديهم فعَطِب (١). (٦/ ١٤٧ - ١٤٨).

وكان الواقديّ يقول: إنَّما كان في سنة تسع وستِّين بين عبد الملك بن مروانَ وعمرو بن سعيد الحصار، وذلك أنّ عمرو بن سعيد تَحصّن بدمَشق فرجع عبدُ الملك إليه من بُطنان حَبيب، فحاصَرَه فيها؛ وأمَّا قتلُه إيَّاه فإنَّه كان في سنة سبعين (٢). (٦/ ١٤٨).

وفي هذه السَّنة حكَّم محكِّم من الخوارج بالخَيْف من مِنىً فقُتِل عند الجمرة، ذَكر محمَّد بنُ عمرَ أن يحيى بن سعيد بن دينار حدّثه عن أبيه، قال: رأيته عند الجمرة سَلّ سيفه، وكانوا جماعةً فأمسَك اللهُ بأيديهم، وبَدر هو من بينهم، فحكم، فمال الناسُ عليه فقَتلوه (٣). (٦/ ١٤٨ - ١٤٩).


(١) في إسنادها هشام بن محمد الكلبي الكذاب.
(٢) في إسنادها الواقدي الكذاب.
(٣) في إسنادها محمد بن عمر الواقدي الكذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>