للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلعمري ما يستجيز مَنْع خلق ما يستحقه وإن عظُم، وإن كنت متهوّرًا فسيكفي الله أميرَ المؤمنين مؤنتَك. ويعجّل ذلك كما عجّل كفايته مؤن قوم سلكوا مثلَ طريقك كانوا أقوى يدًا، وأكثف جندًا. وأكثر جمعًا وعددًا ونصرًا منك فيما أصارهم إليه من مصارع الخاسرين. وأنزل بهم من حوائج الظالمين. وأمير المؤمنين يختم كتابه بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ وضمانه لك في دينه وذِمّتِه الصفح عن سوالف جرائمك، ومتقدمات جرائرك، وإنزالك ما تستأهل من منازل العزّ والرفعة إن أتيتَ وراجعتَ، إن شاء الله. والسلام.

ولما خرج نصر بن شبث إلى عبد الله بن طاهر بالأمان هدم كيسوم وخرّبها (١).

* * *

وفي هذه السنة ولّى المأمون صدقة بن عليّ المعروف بزريق أرمينيّة وأذْرَبيجان ومحاربة بابك، وانتدب للقيام بأمره أحمد بن الجنيد بن فرزندي الإسكافي، ثم رجع أحمد بن الجنيد بن فرزندي إلى بغداد، ثم رجع إلى الخُرّميّة، فأسره بابك، فولّى إبراهيم بن الليث بن الفضل التجيبيّ أَذْرَبيجان (٢).

* * *

وحجّ بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد بن عليّ، وهو والي مكة (٣).

وفيها مات ميخائيل بن جورجس صاحب الروم، وكان ملكه تسع سنين، وملكت الروم عليهم ابنه توفيل بن ميخائيل (٤).


(١) لهذه التفاصيل انظر البداية والنهاية (٨/ ١٥٩).
(٢) وقال خليفة موجزًا هذا الخبر وفيها (٢٠٩ هـ) أسر الخرّمي أحمد بن الجنيد ومعاذ بن هانئ (تأريخ خليفة/ ٣١٤).
(٣) وكذلك قال خليفة في تأريخه (٣١٤).
(٤) انظر البداية والنهاية (٨/ ١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>