النكث؟ قالوا: فإنا على طاعتك لم ننكث، فقال لهم: فإن كنتم على ما تذكرون فافتحوا، ففتحوا الباب، فاقتحم منه عمرو بن الوضاح في الوضّاحية [وهم] نحو من ثلاثة آلاف فقاتلوهم في داخل المدينة؛ فلما كَثَرتهم خيلُ مروان، انتهوْا إلى باب من أبواب المدينة يقال له باب تدْمر، فخرجوا منه والروابط عليه فقاتلوهم، فقتِل عامتهم، وأفلت الأصبغ بن ذؤالة والسكسكيّ وأسر ابنا الأصبغ: ذؤالة وفُرَافصة في نيّف وثلاثين رجلًا منهم، فأُتِيَ بهم مروان فقتلهم وهو واقف، وأمر بجمع قتلاهم وهم خمسمئة أو ستمئة، فصلبوا حول المدينة، وهدم مِنْ حائط مدينتها نحوًا من غَلْوة، وثار أهل الغوطة إلى مدينة دمشق، فحاصروا أميرهم زامل بن عمرو، وولَّوْا عليهم يزيد بن خالد القسريّ، وثبت مع زامل المدينة وأهلها وقائد في نحو أربعمئة، يقال له أبو هبَّار القرشي فوجّه إليهم مَرْوان من حِمْص أبا الورد بن الكوْثر بن زُفَر بن الحارث - واسمه مجزأة - وعمرو بن الوضّاح في عشرة آلاف، فلما دنَوْا من المدينة حملوا عليهم، وخرج أبو هَبّار وخيله من المدينة، فهزموهم واستباحوا عسكرهم وحرقوا المِزّة من قرى اليمانية، ولجأ يزيد بن خالد وأبو عِلاقة إلى رجُلٍ من لخم من أهل المِزّة، فدُلّ عليهما زامل، فأرسل إليهما، فقتِلا قبل أن يوصل بهما إليه، فبعث برأسيْهما إلى مَرْوان بحِمْص، وخرج ثابت بن نُعَيم من أهل فلسطين؛ حتى أتى مدينة طَبَرِيّة، فحاصر أهلها، وعليها الوليد بن معاوية بن مَرْوان؛ ابن أخي عبد الملك بن مروان، فقاتلوه أيامًا، فكتب مَرْوان إلى أبي الورد أن يشخص إليهم فيمدّهم. قال: فرحل من دمشق بعد أيام، فلما بلغهم دنوّه خرجوا من المدينة على ثابت ومَن معه، فاستباحوا عسكرهم، فانصرف إلى فِلَسطين منهزمًا، فجمع قومه وجُنده؛ ومضى إليه أبو الورد فهزمه ثانية، وتفرّق مَن معه، وأسِر ثلاثة رجال من ولده؛ وهم نُعيم وبكْر وعمران، فبعث بهم إلى مَرْوان فقُدم بهم عليه؛ - وهو بدير أيوب - جرحى، فأمر بمداواة جراحاتهم، وتغيّب ثابت بن نعيم، فوُلِّي الرُّماحس بن عبد العزيز الكنانيّ فلسطين، وأفلت مع ثابت من ولده رفاعة بن ثابت - وكان أخبَثهم - فلحق بمنصور بن جمهور، فأكره وولّاه، وخلّفه مع أخ له يقال له منصور بن جمهور؛ فوثب عليه فقتَله، فبلغ منصورًا وهو متوجِّه إلى المُلْتان، وكان أخوه