(٢) إسناده تالف، ولكن صح عن عمار نحوًا من رواية أبي مخنف هذه إلّا أن أبا مخنف لم يروها بأمانة بل حرّفها، والرواية الصحيحة عند أحمد: والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا شعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وأنهم على الضلالة (المسند ٤/ ٣١٩) ولفظ الحاكم: (لعرفت أن صاحبنا على الحق) (المستدرك ٣/ ٣٩٢) وعند ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٩٧) والطيالسي (منحة المعبود ٢/ ١٨٢): (لعرفت أن مصلحتنا ... ) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٢٤٣): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة وهو ثقة، وعقب الدكتور يحيى اليحيى على هذه اللفظة (مصلحينا) فقال: وهذا القيد مهم إذ أنه أبعد غوغاء الناس وأصحاب الأهداف الأخرى وهذه شهادة عظيمة من عمار رضي الله عنه في تقويم جيش علي رضي الله عنه (مرويات أبي مخنف/٣٦٧) ولكن أبا مخنف أبى إلّا أن يحرّف الكلم عن مواضعه فحذف لفظة (صاحبنا، أو مصلحينا) واستخدم لفظة عامة (أنا على الحق) كي يشمل به مثيري الفتنة وأهل البدع والذين ظهر زيفهم وضعف إيمانهم وجهلهم بحقائق الدين فمرقوا من جماعة الإسلام وانشقوا عن جيش خليفة المسلمين وحاربوا أمير المؤمنين رضي الله عنه وسمّوا الخوارج وكان عمار رضي الله عنه مدركًا لهذه الحقيقة ولم يدع مجالًا للمبتدعة يتستروا فميَّز بين الغث والسمين فقال: (صاحبنا، أو مصلحينا) فلم يصبر أبو مخنف حتى حرّف وحذف وزئف، وصدق الدارقطني إذ قال: بل الواقدي خير من ملء الأرض مثل هؤلاء (ويعني أبا مخنف والكلبي).