للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يتمرّغون فيه من دنياهم، ولم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقّون بها طاعةَ الناس والولايةَ عليهم، فخدعوا أتباعَهم أن قالوا: إمامُنا قتل مظلومًا، ليكونوا بذلك جبابرةً ملوكًا، وتلك مكيدة بلغوا بها ما تَرَوْن، ولولا هي ما تبعهم من الناس رجلان، اللهمّ إنْ تنصرْنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهي الأمر فادّخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذابَ الأليم، ثم مضى، ومضت تلك العصابة التي أجابته حتى دنا من عَمرو فقال: يا عَمرو! بعتَ دينك بمصر، تبًّا لك تبًّا! طالما بغيت في الإسلام عِوَجًا. وقال لعُبيد الله بنِ عمَر بن الخطاب: صَرعك الله! بعتَ دينَك من عدوّ الإسلام وابن عدوّه، قال: لا، ولكن أطلب بدم عثمانَ بن عفّان رضي الله عنه؛ قال له: أشهد على علمي فيك أنك لا تطلب بشيء من فعلك وجْهَ الله عزّ وجلّ؛ وإنّك إن لم تُقتل اليوم تمتْ غدًا، فانظر إذا أعطِيَ الناسُ على قدر نِيّاتهم ما نيّتك (١). (٥: ٣٩/ ٤٠).

١١٢١ - حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ، قال: أخبرنا عبيد بن الصبّاح عن عطاء بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي عبد الرحمن السُّلَميّ، قال: سمعت عقار بن ياسر بصِفِّين وهو يقول لعَمرو بن العاص: لقد قاتلتُ صاحبَ هذه الراية ثلاثًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الرابعة ما هي بأبرّ ولا أتقى (٢). (٤٠: ٥).

١١٢٢ - حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا الوليد بن صالح، قال: حدّثنا عطاء بن مسلم عن الأعمش، قال: قال أبو عبد الرحمن السُّلميّ: كنا مع عليّ


(١) إسناده تالف وفيه نكارات - ومنها أن عمارًا رضي الله عنه قال لعمرو: (يا عمرو بعت دينك بمصر تبًا لك تبًا! طالما بغيت في الإسلام عوجًا).
ويكفي أبا مخنف كذبًا وافتراءً أن لصق هذه المقولة بعمار رضي الله عنه وهو الذي صح عنه قوله: (ربنا وربهم واحد وقبلتنا وقبلتهم واحدة) وكيف يقول لصحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بعت دينك بمصر - وتبًا لك طالما بغيت في الإسلام عوجًا! ؟ وعمرو وجهاده في الفتوح وقبل ذلك خدمته لإعلاء كلمة الله في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يكفي - ثم كيف لعمار أن يدخل قلوب الناس ويكثف عن نياتهم عندما قال لعبيد الله بن عمر بن الخطاب: أشهد على علمي فيك أنك لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله عز وجل! فهل هذا من مقال صحابي جليل كعمار رضي الله عنه أم أنها الروايات المظلمة المنكرة ولا إسناد يصح ولا متن.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>