قال: فمن يقول منكم:
رأيتُ الناسَ مذ خُلقُوا وكانوا ... يحبُّون الغَنِيَّ من الرجالِ
وإن كان الغَنيُّ قليلَ خيْرٍ ... بخيلًا بالقليل من النوالِ
فما أَدْري عَلَامَ وفيمَ هذا ... وماذا يَرْتَجُون من البِخَال!
أَلِلدّنيا؟ فلَيْسَ هُنَاك دنْيا ... ولا يُرْجى لحادثَةِ اللَّيَالي
قال: أنا.
قال عليّ: قال أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعَيْط لعبدِ المَلِك بن مَرْوان:
نبِّئتُ أنَّ ابنَ القَلمَّس عابَني ... ومن ذا من النَّاس الصحيحُ المسَلَّمُ!
فأَبصرَ سُبْلَ الرشدِ سيّدُ قومه ... وقد يُبْصِرُ الرشْدَ الرئيسُ المعَمَّمُ
فمن أنتمُ؟ ها خَبّرونا من أنتُمُ؟ ... وقد جعلت أَشياءُ تبْدُو وتُكْتَمُ
فقال عبد الملك: ما كنتُ أرى أنّ مثلَنا يقال له: من أنتُم! أما واللهِ لولا ما تَعلم لقلتُ قَوْلًا ألحقكم بأصلكم الخبيث، ولضربتُك حتى تموت. (٦/ ٤٢٠ - ٤٢١).
وقال عبدُ الله بنُ الحجّاج الثعلبيّ لعبدِ الملك:
يا بنَ أَبي العاص ويا خيرَ فَتَى ... أنتَ سِدادُ الدِّين إِن دِينٌ وَهَى
أَنتَ الَّذي لا يَجعلُ الأَمرَ سُدَى ... جيبتْ قريش عنكمُ جَوْبَ الرَّحَى
إنّ أَبا العاصِي وفي ذاك اعْتَصَى ... أوْصَى بَنيهِ فوَعَوْا عنه الوَصَى
إِنْ يَسعروا الحرْبَ ويأبوا ما أَبى ... الطاعنين في النُّحورِ والكُلَى
شَزْرًا ووصْلًا للسيوف بالخُطَا ... إلى القتال فَحوَوْا ما قد حَوَى
وقال أعشى بني شَيْبان:
عرفتْ قرَيشٌ كلُّها ... لبَني أَبي العاص الإِمَارهْ
لأَبَرِّها وأحَقِّها ... عند المشورَةِ بالإشارَهْ
المانعين لِمَا وَلُوا ... والنافعِين ذوِي الضَّرارهْ
وَهُمُ أحَقُّهُم بها ... عند الحلاوة والمرارهْ
وقال عبد الملك: ما أعلم مكانَ أحد أقوَى على هذا الأمر منّي، وإنّ