للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بكر قد عَلِم أنه يَسُوءني أنْ أؤمّر خالدًا على حرب العراق؛ حين أمرني بصرف أصحابي، وترَك ذكره.

قال أبو جعفر: وإلى آزر ميدخت انتهى شأن أبي بكر، وأحدُ شِقَّي السَّواد في سلطانه، ثم مات وتشاغل أهلُ فارس بينهم عن إزالة المسلمين عن السَّواد، فيما بين ملك أبي بكر إلى قيام عمر ورجوع المثنَّى مع أبي عبيد إلى العراق، والجمهور من جُنْد أهل العراق بالحيرة، والمسالح بالسّيب، والغارات تنتهي بهم إلى شاطئ دِجْلة، ودجلة حجاز بين العرب والعجم. فهذا حديث العراق في إمارة أبي بكر من مبتدئه إلى منتهاه (١). (٣: ٤١١/ ٤١٢ / ٤١٣/ ٤١٤).

٦١ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سَلَمة عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزُّبَير، عن عُروة بن الزبير: أنَّه قال: كان على الرّوم رجل منهم يقال له: القُبُقْلار؛ وكان هِرَقل استخلفه على أمَرَاء الشام حين سار إلى القسطنطينيّة، وإليه انصرف تذَارق بمنْ معه من الروم. فأمّا علماء الشام فيزعُمون أنّما كان على الرّوم تَذارِق. والله أعلم (٢). (٣: ٤١٧).

٦٢ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عُروة، قال: لما تدانَى العسكران بعث القُبُقْلار رجلًا عربيًّا - قال: فحدّثت: أنّ ذلكَ الرجل رجلٌ من قضاعة من تزيد بن حَيدَان، يقال له ابن هزارف - فقال: ادْخُل في هؤلاء القوم فأقم فيهم يومًا وليلة، ثم ائتني بخبرهم. قال: فدخل في النَّاس رجلٌ عربي لا ينكَر؛ فأقام فيهم يومًا وليلة، ثم أتاه فقال له: ما وراءك؟ قال: بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سَرق ابنُ ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رُجِم؛ لإقامة الحقّ فيهم. فقال له القبقلار: لئن كنتَ صدقتني لبَطنُ الأرض خيرٌ من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولودِدْتُ: أنّ حظّي من الله أن يخلَّى بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصُرهم عليّ. قال: ثم تزاحف النَّاس، فاقتتلوا، فلما رأى القُبُقْلار ما رأى من قتال المسلمين؛ قال للروم: لفُّوا رأسِي بثوب، قالوا له: لِمَ؟ قال: يوم البئيس، لا أحبّ أن أراه!


(١) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).
(٢) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>