للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديد، فهزم الله خاقان، فانصرف، فرجع مَسْلمة فسلك على مسجد ذي القرنين (١).

وفيها غزا - فيما ذكر - معاوية بن هشام أرض الروم ففتح صماله وفيها غزا الصائفة عبد الله بن عقبة الفهري وكان على جيش البحر فيما ذكر الواقدي - عبد الرحمن بن معاوية بن خديج (٢).

قال عليّ: وخرج أشْرس غازيًا فنزل آمُل، فأقام ثلاثة أشهر، وقدّم قطَن بن قُتَيبة بن مسلم فعبر النهر في عشرة آلاف، فأقبل أهل الصُّغْد وأهلُ بُخارى؛ معهم خاقان والترك، فحصروا قطَن بن قتيبة في خَنْدقه، وجعل خاقان ينتخب كلّ يوم فارسًا، فيعبرُ في قطعة من الترك النهر. وقال قوم: أقحموا دوابَّهم عُرْيًا، فعبروا وأغاروا على سرْح الناس، فأخرج أشرس ثابت قُطْنة بكفالة عبد الله بن بِسْطام بن مسعود بن عمرو، فوجّهه مع عبد الله بن بسطام في الخيل فاتبعوا الترك، فقاتلوهم بآمُل حتى استنقذوا ما بأيديهم؛ ثم قطع الترك النهر إليهم راجعين، ثم عبر أشرس بالناس إلى قطن بن قتيبة، ووجّه أشرس رجلًا يقال له مسعود - أحد بني حَيّان - في سريّة، فلقيهم العدوّ، فقاتلوهم، فأصيب رجال من المسلمين وهزِم مسعود؛ حتى رجع إلى أشرس، فقال بعض شعرائهم:

خابَتْ سَرِيَّة مَسْعُودٍ وما غَنِمَتْ ... إلا أَفانِينَ من شَدٍّ وتَقْريبِ


(١) هكذا قال الطبري وقال خليفة عن أبي خالد (ضعيف) عن أبي البراء النميري قال: قصد مسلمة إلى تلميس فلقي طاغية الخزر في جمع كثير قريبًا من الباب فاقتتلوا أيامًا كثيرة ثم هزمهم الله وذلك يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة عشر ومئة (تاريخ خليفة / ٢١٩) ثم قال خليفة نقلًا عن أبي البراء أنه قال: حدثني عبد الله بن أسيد الكلابي أن مسلمة قفل من باب اللّان فلقيه الخزر فناوشوه حتى حجز بينهم الليل وقفل مسلمة سالمًا (تأريخ خليفة / ٢١٩) ونقل خليفة عن ابن الكلبي كذلك أنه قال: كان قتال مسلمة إياهم نحوًا من شهر في مطر شديد ثم هزمهم الله (تأريخ خليفة / ٢١٩) وقال ابن الجوزي ما قاله الطبري كعادته ولكن دون ذكر لمسجد ذي القرنين (المنتظم ٧/ ١٣٥) وانظر البداية والنهاية (٧/ ١٩٠) [تأريح الإسلام / ٢٠].
(٢) قال خليفة: وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم وافتتح حصنين من حصونهم صملة والبوة [تأريح خليفة / ٢١٩] وذكر ابن الجوزي ما ذكره الطبري (المنتظم ٧/ ١٣٥) وانظر البداية والنهاية (٧/ ١٩٠) وانظر تأريخ الإسلام للذهبي [المجلد السابق / ٢١].

<<  <  ج: ص:  >  >>