للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحدًا؛ وحوى ما كان في الحصن، فأصاب رجل من بني نَهد سَفَطًا عليه قُفل، فظنّ فيه جوهرًا؛ وبلغ سعيدًا، فبعث إلى النهديّ، فأتاه بالسَّفَط، فكسروا قُفله؛ فوجدوا فيه سَفطًا، ففتحوه، فإذا فيه خرقة سوداء مُدرجة فنشروها، فوجدوا خِرقة حمراء فنشروها، فإذا خرقة صفراء؛ وفيها أيْران: كُميت ووَرْد، فقال شاعر يهجو بني نهد:

آبَ الكِرامُ بالسَّبايا غنيمةً ... وفاز بنو نَهْدٍ بأَيْرَيْنِ في سَفَطْ

كُمَيْتٍ ووَرْدٍ وافِريْنِ كِلاهُما ... فظَنُّوهُمَا غُنْمًا فناهيك من غَلطْ!

وفتح سعيد بن العاص نامية، وليست بمدينة، هي صحارى (١). (٤: ٢٦٩/ ٢٧٠).

٧٠٤ - وحدّثني عمر بن شبّة، قال: حدّثنا عليّ بن محمد، قال: أخبرني عليّ بن مجاهد عن حَنَش بن مالك التغلبيّ، قال: غزا سعيد سنة ثلاثين، فأتى جُرجان، وطَبَرِستان، معه عبد الله بن العباس، وعبد الله بن عمر، وابن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص؛ فحدّثني عِلْج كان يخدمُهم قال: كنت أتيتهم بالسُّفْرة، فإذا أكلوا؛ أمروني، فنفضتها، وعلّقتها، فإذا أمسوا، أعطوني باقيَه. قال: وهلك مع سعيد بن العاص محمد بن الحكم بن أبي عَقيل الثقفيّ، جدّ يوسف بن عمر، فقال يوسف لقحذَم: يا قحذَم! أتدري أين مات محمد بن الحكم؟ قال: نعم، استُشهد مع سعيد بن العاص بطَبرِستان، قال: لا، مات بها وهو مع سعيد، ثم قفل سعيد إلى الكُوفة، فمدحه كعب بن جُعيل، فقال:

فنِعْمَ الفَتَى إذ جال جيلانُ دونَه ... وإذ هَبَطوا من دَسْتَيَ ثمَّ أبْهَرا

تَعلّمْ سَعيدَ الخَيْرِ أنّ مَطِيّتي ... إذا هَبَطَتْ أشْفقْتُ مِن أن تُعقَّرا

كأنَّكَ يَوْمَ الشِّعْبِ لَيثُ خفيَّةٍ ... تحَرَّدَ مِن ليْثِ العَرِينِ وأصْحَرا

تَسوسُ الَّذي ما ساس قبْلك واحدٌ ... ثمانينَ ألْفًا دارعينَ وحُسَّرا

وحدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ، عن كليب بن خلف وغيره: أنّ سعيد بن العاص صالح أهل جُرجان، ثم امتنعوا، وكفروا، فلم يأت جُرجان بعد سعيد أحد، ومنعوا ذلك الطريق؛ فلم يكن أحد يسلك طريق خُراسان من ناحية قُومِس


(١) في إسناده علي بن مجاهد وهو متروك إن كان هو الكابلي وإلا فمجهول والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>