للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعِفَّةٌ ذكِرَتْ في الوَحْي عِفَّتُهمْ ... لا يَطْبَعونَ وَلَا يُرْدِيهِمُ طَمَعُ

لا يَبْخَلُونَ عَلَى جَارٍ بِفضْلِهِمُ ... ولايَمَسُّهم من مَطْمَع طَبَعُ

إِذَا نَصَبْنَا لِحَيٍّ لم نَدِبّ لهم ... كما يَدِبُّ إلَى الوَحْشِيَّةِ الذّرَعُ

نَسْمو إذَا الْحَرْبُ نالتْنا مَخَالِبُها ... إذَا الزّعَانِفُ من أظْفارِها خَشَعُوا

لَا فَخْرَ إن هُمْ أصابوا من عَدوِّهِم ... وإِنْ أُصِيبوا فَلَا خُورٌ ولا هُلُعُ

كَأَنهمْ في الوَغَى والمَوْتُ مُكْتنِعٌ ... أسْدٌ بحَلْيَةَ في أَرْسَاغِها فَدَعُ

خذْ منهم مَا أَتوا عَفْوًا إذا غَضِبُوا ... ولا يكن همُّكَ الأَمرُ الذي مَنَعوا

فإن في حربهم- فَاترُكَ عَدَاوتَهُمْ ... شرًّا يُخَاضُ عليه السّمُّ وَالسلَعُ

أكْرِمْ بقومٍ رسول الله شِيعَتهم ... إذا تفرَّقَتِ الأَهوَاءُ والشِّيَعُ

أهدي لهم مِدْحَتي قَلْبٌ يُوازِرهُ ... فيما أُحِبَّ لسانٌ حائكٌ صَنَعُ

فإِنهمْ أفضَلُ الأحيَاء كلّهمُ ... إنْ جَدَّ بالناسِ جِدُّ القوْلِ أو شَمَعُوا

فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله، قال الأقْرَعُ بن حابس: وأَبِي إنّ هذا الرجل لمُؤْتًّى له! لخَطيبُه أخطب من خطيبنا، ولشَاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا. فلمّا فرغ القوم أسلموا، وجَوّزهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأحْسَنَ جوائزهم - وكان عمرو بن الأهتم قد خلَّفه القوم في ظهرهم - فقال قيس بن عاصم - وكان يُبغِض عمرو بن الأهتم: يا رسولَ الله؛ إنه قد كان منّا رجلٌ في رحالنا وهو غلام حَدَثٌ، وأزرِي به، فأعطاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مثلَ ما أعطى القوم؛ فقال عمرو بن الأهتم حين بلغه ذلك من قول قيس بن عاصم، وهو يهجوه:

ظَلِلْتَ مُفْتَرِشًا هَلباكَ تَشْتمُني ... عند الرسولِ فلم تَصدُقْ ولم تُصِبِ

إنْ تُبْغِضُونا فَإن الرُّومَ أَصْلكُمُ ... وَالرُّوم لا تَملِك البغضاء لِلعَرب

سُدْنا فسُودَدُنا عَوْدٌ وسُودَدُكمْ ... مُؤَخَّرٌ عند أصلِ العَجْبِ والذّنَبِ (١)

(٣: ١١٥/ ١١٦ / ١١٧/ ١١٨ / ١١٩).

٣٧٢ - قال الواقديّ: وفيها مات عبدُ الله بن أبي ابن سَلُول، مرِضَ في ليال بقِينَ من شوال، ومات في ذي القَعْدة، وكان مرضه عشرين ليلة (٢). (٣: ١٢).


(١) ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>