أَينَ رَوْقا عبد شمسٍ أَيْنَ هُمْ ... أَين أَهلُ الباع منهم والحَسبْ!
لم تكْن أَيْدٍ لهم عندكُمُ ... ما فَعلتمْ آل عبدِ المطلبْ!
أَيها السّائل عنهمُ أُولو ... جُثَث تلمعُ من فوْق الخشبْ
إِنْ تجُذُّوا الأَصلَ منهمْ سَفهًا ... يا لَقَوْم للزمان المنقلِبْ!
إِنْ فاحلبُوا ما شئتمُ في صَحْنكمْ ... فسَتُسقَون صَرَى ذاك الحَلبْ
وقيل: إن حفصًا الأمويّ دخل على المنصور، فكلّمه فاستخبره، فقال له: من أنت؟ فقال: مولاك يا أمير المؤمنين، قال: مولىً لي مثلك لا أعرفه! قال: مولى خادمٍ لك عبد مناف يا أمير المؤمنين؛ فاستحسن ذلك منه، وعلم أنَّه مولىً لبني أميّة، فضمّه إلى المهديّ، وقال له: احتفظ به.
* * *
ومما رُثي به قول سَلْم الخاسر:
عجبًا للذي نَعَى الناعيانِ ... كيف فاهت بموته الشفتان!
مَلكٌ إِن غَدَا على الدَّهرِ يومًا ... أصبحَ الدَّهرُ ساقطًا للجِرَانِ
لَيْت كفًّا حثَتْ عليه ترابًا ... لم تَعُدْ في يمينها ببَنَان
حين دانَتْ له البلادُ على العَسْـ ... ـف وأغضَى من خوفه الثَّقَلَانِ
أَينَ ربُّ الزَّوْراءِ قد قلّدَتْهُ الـ ... ـملكَ، عشرون حجَّةَ واثنتان
إِنّما المرءُ كالزناد إِذا ما ... أخَذَتْهُ قوادحُ النِّيرانِ
ليس يثني هَواه زجرٌ ولا يقـ ... ـدح في حَبْله ذَوو الأَذهانِ
قَلَّدَتهُ أَعِنَّةُ المُلك حتَّى ... قاد أعداءه بغير عنان
يكْسَرُ الطَّرْفُ دونه وترى الأَيـ ... ـدِيَ من خوفِهِ على الأَذقانِ
ضمَّ أطرافَ مُلكه ثم أَضحَى ... خَلْفَ أقصاهُمُ ودونَ الدّاني
هاشِمِيُّ التَّشميرِ لَا يَحْمِلُ الثِّقـ ... ـل على غاربِ الشَّرُودِ الهدَانِ
ذو أَناةٍ ينسَى لها الخائفً الخَو ... فَ وعزم يُلوِي بكلِّ جَنَانِ
ذَهَبتْ دونه النفوسُ حِذارًا ... غير أَنَّ الأَرواحَ في الأَبدانِ
* * *