سلمة بن محمد في ألفيْن وعبد الله الطائيّ في ألف وخمسمئة وعبد الحميد بن رِبعيّ الطائيّ في ألفين، ووداس بن نَضْلة في خمسمئة إلى أبي عون، ثم قال: مَنْ يسير إلى مروان من أهل بيتي؟ فقال عبد الله بن عليّ: أنا، فقال: سِرْ على بركة الله، فسار عبد الله بن عليّ، فقدم على أبي عون، فتحوّل له أبو عون عن سُرادقه وخلّاه وما فيه، وصيّر عبد الله بن عليّ على شُرْطته حيّاش بن حبيب الطائيّ، وعلى حَرسه نصير بن المحتفز ووجّه أبو العباس موسى بن كعب في ثلاثين رجلًا على البريد إلى عبد الله بن عليّ، فلما كان لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة ثنتين وثلاثين ومئة، سأل عبد الله بن عليّ عن مخاضة، فدُلّ عليها بالزّاب، فقاتلهم حتى أمسوْا، ورُفعت لهم النيران فتحاجزوا، ورجع عيينة فعبَر المخاضة إلى عسكر عبد الله بن عليّ؛ فأصبح مَرْوان فقعد الجسر، وسرّح ابنه عبد الله يحفر خندقًا أسفلَ من عسكر عبد الله بن عليّ، فبعث عبد الله بن علي المخارق بن غِفار في أربعة آلاف، فأقبل حتى نزل على خمسة أميال من عسكر عبد الله بن عليّ، فسرّح عبد الله بن مَرْوان إليه الوليد بن معاوية، فلقي المخارق، فانهزم أصحابُه، وأسِروا وقتل منهم يومئذ عِدّة، فبعث بهم إلى عبد الله، وبعث بهم عبد الله إلى مَرْوان مع الرؤوس، فقال مروان: أدخِلوا عليّ رجلًا من الأسارَى، فأتوْه بالمخارق -وكان نحيفًا- فقال: أنت المخارق؟ فقال: لا، فأنا عبد من عبيد أهل العسكر، قال: فتعرف المخارق؟ قال: نعم، قال: فانظر في هذه الرؤوس هل تراه؟ فنظر إلى رأس منها، فقال: هو هذا، فخلّى سبيله، فقال رجل مع مروان حين نظر إلى المخارق وهو لا يعرفه: لعن الله أبا مسلم حين جاءنا بهؤلاء يقاتلنا بهم (١).
(١) ذكر الطبري هذه الرواية في خبر هزيمة مروان بن محمد في معركة الزاب قرب الموصل وشيوخ المدائني هنا مجاهيل إلا أننا لم نجد في المتن نكارة ووجدنا لأصل الخبر ما يؤيده عند خليفة بن خياط فقد قال خليفة بعنوان: =